لم يتصور أحد ممن يعرف قرية "لاهمة" بطريب أن تتحول من الحياة إلى ركام وخراب لا يدل على الوفاء لها. وقد يكون هجرانها والخروج منها مفهوم في ظل نضوب المياه وتغير الأجيال وموت أصحابها الذين أسسوها، لكن لم أتوقع أن تتحول الى مقبرة موحشة لدفن ماضيها الجميل وتاريخ إنسانها. هذه القرية كانت تشكل مركز القوة الاقتصادية والمالية للوادي وإدارة أزماته على الأقل خلال المائة عام الأخيرة. هل معقول أن لا يتحرك ضمير أحد من ورثة لاهمه فيدعو إلى تفاهم جماعي بين أبنائها لغرض إنقاذ ما تبقى من آثارها، وهذا سيكون فخر لهم ولأحفادهم ولطريب.
ماذا سيضرهم لو اجتمعوا وتنازلوا عن حق الملكية والشراكة المتداخلة بين عوائل القرية ومن ثم تقديمها وقف لبلدية طريب أو لهيئة السياحة أو لأي جهة حكومية تتبنى تحويلها إلى مركز تاريخي لطريب، والجميع سوف يساعد في دعم وإنجاز هذا العمل.
لماذا تهتم محافظات رجال الحجر وظهران الجنوب وغيرها بماضيها وتراثها، وما هو سر إهتمام رجالها بتاريخ آباءهم ومنازلهم، وفي طريب يتم تخريب الماضي والتراث إما عمداً أو بالترك والتجاهل، أوبالتشاحن على بضعة أمتار لا يوجد بها إلاّ أفعى أو حرباء!.
أبناء لاهمة من زملاءنا الطيبين الأمر بين أيديكم فافعلوا شيئاً يجعل من قريتكم ايقونة تراثية بطريب، ولا تعتقدون أن فيها مناجم ذهب ولا تظنون أنها ستجلب المال لو تم إصلاحها!. مخجل لنا جميعاً أن لا يوجد بالوادي ما يمكن إعتباره قيمة تاريخية وتراثية على الأقل أمام أي زائر. حتى بالصور لا يوجد لدينا إلا خرابات وأطلال متهدمة.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجـــــــابري
08/05/2020 في 12:27 ص[3] رابط التعليق
الله المستعان ….افل نورها ورحل اهلها الطيبين
دون ذكر للاسماء .فليعلم شبابنا ان لاهمة طريب
كانت الممول الرئيس بعد الله للدولة بمادة القمح
حين كانت دولتنا الغاليه في طور التأسيس…….
والبركة في ابناء واحفاد اهل القرية المباركة في
ابراز كينونة وتاريخ هذه القرية مجسدا بالعناية بها
كما تفضل سعادتكم عن طريق وزارة السياحة…
والله غالب على امره ….تحياااتي ابا منصور
(0)
(0)