في عصر أصبحت فيه لغة الأرقام هي اللغة السائدة، تغيرت الكثير من المفاهيم وأصبحت مكانة الشخص (لدى البعض) بقدر ما يقتني من شهادات وإن كان لا يفقه منها شيئًا، لم يعد العلم يحمل مفهومه الأساسي بالأحرى أصبح كماً لا كيفًا، نجد الكثير من المتشدقين بما يحملون من شهادات وألقاب وما وصلوا إليه من مناصب أو منازل اجتماعية، يفتقرون إلى أبسط مقومات الشخصية الناجحة وكأنهم يخفون بغرورهم نقصاً ما، وإذا ما وضع أحدهم في محكٍ حقيقي نضح الإناء بما فيه فوجدته أجوفًا كطبلٍ تسمع صوته ولا ترى منه طحنًا، أو أظهر سلوكًا يفتقد إلى الرقي والتهذيب كأبسط صفة يتسم بها المتعلمون حقاً وليس المتشدقون.
إن العلم النافع هو الذي يرتقي بصاحبه خُلقا وسلوكاً، هو علمٌ يسمو بفكره وحديثه، علمٌ يزيد من سمته وتواضعه واحترامه لنفسه وللآخرين، تلك البصمات التي تجمل المرء وترفع من شأنه، ولكن التعالي والغرور بما يقتنيه من شهادات وما يحمله من ألقاب لا يزيده الا نقصًا، فالأحرى أن يكون مقياس المرء خلقه وسلوكه وفكره لا ما بحوزته من أوراق، فكم من متعلم جاهل وكم من مثقف عالم.
التعليقات 1
1 pings
العتيبي
15/06/2020 في 2:58 ص[3] رابط التعليق
الشهادات العاليه ليست كل شي .. فهناك اشخاص يملكون شهادة صغيره ولكن يملكون من الخبره وطرق التعامل مع موظيفهم مايعادل اهل الشهادات العاليه ..