في رسالة إيجابية قصيرة قد تقرأ أو تسمع عبارة: (عِش اللحظة) في محاولةٍ لانتشالك مما قد يؤرقك أو يُدمي قلبك، واقتناصًا للحظاتِ السعادة التي قد لا تتكرّر كثيرًا.
من يُرسل مثل هذه الرسائل في التفاؤل بشر، قلوبهم مثل قلوبِ الطير سمحة ونقية، هذا ما يراه الناس الأسوياء، بينما يراهم الآخرون سذّج وحمقى، وهؤلاء توغّلوا كثيرًا في السوداوية والإحباط، يتوجسون خِيفةً من الفرح، ويترقبون المصائب خلفَ كلّ ضحكة جميلة، يتعوذون من الاستغراق في السعادة،
ويحذرون من عواقبها!
هناك لحظات لو قُدِّر لنا أن نمحوها من الذاكرة لما ترددنا لحظة، ونُقيضها أيضًا لحظات تُسربلنا بالسعادة نستعيدها ونسترسل في الاستمتاع بها.
اللحظات وقفات من أيامنا وليالينا نقتنصها أحيانًا وتعبُر بنا أحيانًا.
هناك من يتبنى شعارًا جميلًا أخاذًا حين يتدثر رداء الناصح الأمين فيقول لك بكل هدوء ووقار :
( تجَاوَز اللحظَة )
هو يراكَ بقلبه لا بعينه فقط.
يراك حين تتعثر في موقف سخيف افتعله أحدهم عمدًا، هو يشعرُ بك حين تتلعثم خجلًا إثر لحظة إحراج لم تتوقعها، هو يلحظك حين تَهمِي من عينِك دمعة ألم وحزن فيربّت على قلبك ( أنْ تجَاوَز اللحظَة ).
وتجاوز اللحظة فنّ لا يُحسنه الجميع، فبيننا من يأخذه الغضب، ويُزلزلُ المكان، ويأتي بأسوأ مايكون في معاجم المفردات، ويسقط في وحل الخطيئة.
وبيننا من تُغرقه الكلمة الجارحة حتى يتوارى خلف رعشة لا يوقفها إلا ( تجاوز اللحظة )
وبيننا من تحجُب دموعه سحنات الوجوه حتى تتسلّل إليه تلك اليد الحانية فتمسحها أن( تجاوز اللحظة ).
هذا الفنّ الإنساني النّبيل يستحق أن نرفع لمن يتقنه القبعة، فهو كالغيمة المثقلة بعذب المطر حين تهمي تعشوشب الأرواحُ فرحًا والقلوبُ سكينةً.
تجاوز اللحظة بصمة تُطبع على قلوبِ المنكسرين فتجبرها، بل هي ثقافة يؤمنُ بها أجدر الناس بالنبل والإنسانية.
تجاوز اللحظة؛
لحظة فاصلة في حياتك بين أن تكون محلقًا مستبشرًا، أو تكون بقايا أنقاض لإنسان.