نستعد للسفر.. ننتقي أجمل الملابس.. نملأ جوف الحقائب بكل ما لدينا من حماس وطاقة، وروح نفاثة تُحلق عالياً حيث الأراضي الخضراء بواحات وأنهار وجداول ومراعٍ ومياه صافية وشلالات متدفقة، لكن الآن الحقائب صامتة، والأفكار مهزومة، وخطط السفر باءت بالفشل الذريع، حيث إنّ هُناك ظرفًا يحول بيننا وبين تحقيق الأُمنيات، هل هذا يُعَدُّ لكم خسائر، أم الصحة والروح وسلامة من حولكم أهمّ؟! بالتأكيد الإجابة الثانية.
لأنهُ وبكل بساطة عقلي يجبرني على ذلك، فلا مناص من خطر يحوم حولنا، وليس من الخير السفر ونقل الوباء إلى مناطق أُخرى سليمة.
لماذا نُخطط للهروب ولم نخطط لإنجاز المهام والتخلص من الهموم نتيجة ضغوطات لدينا؟! تُريد الخلاص وفك عقدة (التأجيل) والتسويف! تلك الفكرة الخانقة لكل الأعمال والمهام الحياتية.
وحين يأتي وقت النوم يتحول إلى طاولة حوار ومناقشة بين النفس الذابلة الكسولة والعقل الذي يركن إلى قبضة البقاء في ركن مُظلم لا يتخلله ثقوب النور والضياء؟
غدًا سأكمل البحث، غدًا سأجتهد في عملي، غدًا سأقوم بشراء مستلزمات المنزل، ولم يهنأ بالنوم ولم يشعر بالراحة؛ جرّاء تراكمات بداخله من المتاعب التي انقضّت على وسائد الحلم ومحاولات النوم البائسة؟
غدًا.. وغدًا.. وغدًا!
وها هو الغد أصبح اليوم..
ماذا فعلنا؟!
ماذا قدمنا؟!
ماذا أنجزنا؟!
سؤال مُحيِّرٌ يحتاج إلى قبضة قوية من الإرادة والعزيمة، العمر سريع المُضِيِّ، لا نعلم كيف تمضي الأيام بسرعة البرق خاطفة سريعة! وكأنها في سباق مع الأنفاس ونبضات القلب، وهي كذلك ولربما أقرب، نحمد الله على صحة تتجدد، ونعم تتعدد، ونُحكم الأفكار المهيمنة علينا، نُريد السرعة في تحقيق الأهداف والتخلص من الأعباء، وفي اعتقادي أن الذي يسري في كل العقول والأذهان أن الأعمال لا تنتهي؛ فلا تؤجِّلْ همّ عمل لأنك سوف تصاب بصداع التراكمات وتخمة محاولة مضغ المصاعب وابتلاعها في جوزة حلق جافة بسبب الخوف من المواجهة والتخلص من عبء الانتهاء.
بكل بساطة.. من ضوء الشروق.. حَدِّدْ وِجْهَتَك، واحجز مقعدك للتوجه إلى أرض تحقيق الأحلام وراحة الضمير والبال، غدًا سيحين موعد الإقلاع؛ رجاءً كونوا على أهبة الاستعداد.
بقلم: هيفاء الربيّع
وحان وقت الإقلاع
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6512920.htm