اللهم من الأقدار أجملها ومن اللحظات أسعدها ومن الأفراح أدومها..
بهذه الكلمات كانت تطمئن قلبها كلما طرقه الخوف ,واعتراه القلق..
هي أم مثل كل الأمهات تريد أن تفرح ابنتها بزوج يسعد قلبها ويحبها ويشفق عليها ..
تريد أن تبني ابنتها حياة جديد وسعيدة وبيتًا يرفرف عليه الحب والأمان ..
تريد أن تطمئن أن الأقدار قد نقلت ابنتها من بيت أبويها إلى بيت الزوجية حيث المودة والرحمة والسكينة..
هذا الحمل الثقيل الذي بات يؤرق كل الأمهات ويقضّ مضاجعهن بين رغبتهن في زواج بناتهن طلباً للستر والعفاف والأمان والاستقرار تطبيقاً لسنة من سنن الدين القويم من خلال تكوين أسرة جديدة وذرية مباركة، وبين ما تراه وتسمعه الأمهات؛ فقد امتلأت أروقة المحاكم بآلاف القضايا طلباً للطلاق أو الخلع أو النفقة،حيث بات الأمر شائكا؛ فهناك شرخ في العلاقات الزوجية وعدم فهم لمعناها من كلا الطرفين..
تلك العلاقة المقدسة والميثاق الغليظ الذي أقرها الدين والشرع حفاظاً على العفاف والستر والطهر لم تكن يوماً مدعاة للتسلية أو العبث أو الظلم أو القهر كيف لا ورسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم قال:(لا يفرك مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلقاً رضي منها آخر ).
من أجل دوام تلك العلاقة واستمرارها لابد من فهمها الفهم الذي مبدأه القرآن الكريم والسنة النبوية ..
قواعده المودة والرحمة وأركانه الاحترام والحب والاهتمام وواجباته في قوله تعالى(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
كلما كنت منصفا كان ذلك أقرب للسمع والطاعة..
سعادتكما وحياتكما ملككما ولكن كلما اتسعت دائرة الداخلين والخارجين إليها كلما فشلت وسقطت وانهارت ..
قبل الوداع :
أترككم مع هذه الأبيات من قصيدة( أخلاقيات الزواج) التي أهدتها الشاعرة(لورا الأسيوطي) إلى ابنتها (أحلام )تخاطب فيها زَوْجِها قائلة:
وإلى قرينِك إذ أزفُّ تحيَّتي
أزجي رجاءً ما به إبهامُ
هو في مقامِ أخيك (أشرف)يا ابنتي
وله بِقلبي مَعَكُمَا إسهامُ
يا فارسَ الأحلام أحلامُ ابنَتي
وحبيبتي يا أيُّها المقدامُ !
كن زوجها وصديقها وشقيقها
وأبًا حنونًا كلّهُ إكرام!
بقلم : فاطمة الجباري
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
هياء السبيعي
23/07/2020 في 4:37 م[3] رابط التعليق
لعل واقعنا المؤسف سببه تربية ناقصة أو غير متزنة أو علاقات مفككة بين الأبوين متى مارأى الولد احترام الوالد لأسرته ومتى مارأت البنت تفاني الأم في خلق السعادة وتربوا على ذلك من خلق للود والتقدير والتعاون والتضحية والأنس والإخلاص والرضى فلابد أنه سينعكس إيجابا عليهم قادم الأيام
فرفقًا بقلبك أيتها الأم الحنون فما زرعتِ في أسرتك ستجنين ثماره استقرارا عاطفيا في قلب ابنتك
(0)
(0)
حنان الكلدي
23/07/2020 في 4:46 م[3] رابط التعليق
الله عليكِ .. أخلاقيات الزواج تحتاج لتدرس في مناهجنا لأنه للأسف الكثير لايعيها أو عالأقل يعي منها مايشاء
شكرا لكِ أستاذتي
(0)
(0)
حنان حجار
24/07/2020 في 3:29 م[3] رابط التعليق
إذا كان الأساس متينًا .. ثبتت بقية الدار .. تلك هي المعادلة .. أم واعية +أب عاقل = أسرة متكاملة .. مهما تغيرت الظروف ..
(0)
(0)
محمد هزاع
25/07/2020 في 1:49 ص[3] رابط التعليق
اختلفت المفاهيم وتطورت الاعراف وغلب علينا حب المصلحة الشخصية
اين هي تلك التي قالت : ( اي بنية كوني له امة يكن لك عبدا . كوني له اما يكن لك ابا كوني له اختا يكن لك اخا )
حينما كانت الحياة بسيطة وميسرة انعدمت من المشاكل والطلاق لا يكاد يذكر ولا وجود للعنوسة
كبرت علينا الدنيا وغيرت مفاهيمنا واصبح الزواج كدخول البحر الداخل مفقود والخارج مولود
احييك على هذا المقال استاذتنا فاطمة جباري
(0)
(0)
هدى خليل الطويلعي
29/07/2020 في 4:20 م[3] رابط التعليق
للاسف تمادى حب الاتصالات بالاخرين فجاءت الانفصالات من اقرب الأقربين .لذلك لابد من عودة قويه حازمه للدين والشرع ..ولحكم من اهلها وحكم من اهلها لأخذ المشورة واتخاذ القرار ..قبل الشروع في متاهات المحاكم … مقال يمس الميثاق الغليظ الذي اوصى الله بالتمسك به للحفاظ على الامه.تحية اعزاز وتقدير.
(0)
(0)