مهماً بعد المرء عن مسقط رأسه ونشأته، لا بد له من عودة حميدة، أو حنين يجره إلى مراتع الصبا، ولهذا يقولون: الْمَرْبَى قَتَّالْ.
مرت عقود وكأن حبل الوصل بين قيس وليلى قد وهن ودرس وأوشك أن يكون كرشاء "مقيط"، إلا أن محيي العظام وهي رميم أعاد لهذا الحبل من ينشزه ويفتله، فعاد بروح مختلفة وألوان متعددة ولم يعد ذاك الحبل أحادي اللّون من ليف نخيل الفرعة وضواحيها.
أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا، هكذا قالت العرب قديماً، وإن تتأخر فهذا يعني قول العرب المتأخرين: " ما أبطى بالسيل إلا كبره"، وما علينا سوى الانتظار لنرى إن كان سيلاً يسقي البلاد والعباد أو سيلاً جارفاً كسيل الجمعة المشهور.
أستاذنا القدير المخضرم محمد بن علي بن كدم، يهرول والذئب لا يهرول عبثاً، وعلى ما نعرف عن حالته الصحية إلا أن حب طريب قد أصابه في مقتل، وهكذا حال من يعشق بعد السبعين، إنه عشق الفرصة الأخيرة، وإن كان حب يشوبه أنه قد يكون من طرف واحد.
العاشق لا يرى إلا مكامن الجمال، ولهذا أطل علينا كاتبنا بتغريدات منعشة مثيرة، فوجدنا أنفسنا كما نقل عن الإمام فيصل بن تركي "رأساً لنجد" مع أن البوصلة والرأس باتجاه الشمال، ولم يمهلنا كثيراً فبعد بحث وتقصي لم يجد طريب إلا في السماء، وقد يكون ذلك لأنها "محافظة ملتزمة"، لكن سرعان ما عادت إلى الأرض بعد أن أصبحت مركزية، وما هذه إلا من نغزات محب.
ولأن العاشق لا يسلو إلا بالطرب والقصيد فقد أصر على أن ليلى تجيد فن الخطوة بل وتلعبها ليل نهار، مع أن عمها وخالها لا يعرفان إلا الدندنة بصوت خافت عند سقيا الزرع أو جر المنكوس على رؤوس السواني، بل إن أبناء عمومتها لا يعرفون إلا: بورع بورع يامنتوف تنتف زرعي وأنا أشوف.
هذا المحب نام في غفلة عن ليلى فرأى حسن البنا وسيد قطب في أعلي قمة جبل المقطم بالقاهرة المحروسة، فاعتقد واهماً بأنهما في قمة جبل العار وأنهما السبب في خروج لون الخطوة من طريب ودخول القزوعي الإخواني، ولعل حلمه هنا كرأي أبو عبدالرحمن الظاهري في الغناء وابن حزم، قبل أن تتبدل الأحوال
نعود إلى البداية ولابد أن في الجعبة كنز ثمين، وفي الجراب ما يثمن العذاب، ويسعد الأصحاب ويجعل طريب فوق السحاب.
التعليقات 1
1 pings
محمد الجـــــــابري
21/08/2020 في 6:55 ص[3] رابط التعليق
-احسنت باختيار العبارات الدالة على مقاصد الذئاب في طرح السؤال وترقب الجواب
-وياكثر المهرولين من الذيابة قنيبها مسموع من راس العار وصداه مدوي بالمقطم
-ابا ياسر يتمتع بروح شبابية وامله راسخ بأن شبابنا سيكملوا المشوار بعد ان يوضع
الرشا على العجلة والمقاط على الدراجة،الله يمده بالصحة والعافية .
-تحيااتي ابا ياسر
(1)
(2)