الحُبّ تَجْرِيد من الشوائب، وهو أسمى عاطفة بالوجود، ويختلف بين بني البشر لأنّ هُناك علامة فارقة بالقلوب.. هُناك من يقويهم ويعمر حياتهم بالسعادة، وهُناك من يهزمهم ويُدمر كل أعمدة القوة والصمود بداخلهم لتتحول حياتهم إلى أحزان ومتاعب لا حصر لها، لقد كان هذا الشعور منذ الأزل، ولا أحد يستطيع تشويه ملامحه أو طمس معالمه أو نسيان هوية الشعور الأسمى والأنقى.
بينما هُناك علامة فارقة أُخرى في صميم الواقع المعيش وتعاملٌ مُختلف مع عزف أوتار الحُبّ بداخله بلغات عدة، ليس بين الأشخاص فقط، ومن حيا منهم على روعته ومن شهقت روحة من لوعته..
هُناك لحن صامت جدًّا يعزف لحن النهاية.. الوداع عند فراق الأماكن.. المنازل.. الأعمال..
هل داهم هذا الشعور قلوبكم الحساسة ذات الشعور الصادق تجاه ما هو حولكم ومحيط بكم؟! وهل نازعتكم الأخيلة قبل المنام وتصورات الحياة التي كنتم تعيشونها في ذاك المكان الذي أحببتم البقاء به؟! قد يكون كوخ بجانب نهر تُصبح على سمفونية مائه الرقراق وتُمسي على ضوء القمر المُنعكس على وجه الصفاء والحُبّ النقي!
فما أجمله من شعور عندما نعيش تفاصيل حياتنا بقلوبنا.. مشاعرنا.. تصوراتنا للمكان والزمان والأحداث المعيشة..
قد نتعب.. نعم، ولكن يظلّ هذا الحُبّ عالقًا بمشاعرنا، لا نستطيع نسيان صدى الأصوات في منزلٍ تركناه، أو وطأة أقدام في درب أخضر قد مشينا به، أو قطرات من نهر الذكريات تسرب بين الأنامل وعاد إلى مكانه الذي يسير به إلى الأمام بلا توقف..
هل داهم هذا الإحساس قلوبكم.. أن تغبطوا شجرة لبقائها في أرض أحببتموها؟!
هل داهم قلوبكم غبطة الطيور والأحجار والأنهار والقمر الصامت الذي يدور بين الأفلاك بأمر من الله - عزّ وجل - ولن يرتحل أو يودع أحبته؟!
هل لامست قلوبُكم هذا اللحنَ الصامتَ جدًّا، والذي هو بصمة الفرق بين القلوب؟! تلك البصمة التي نُثبتها على الأوراق، وتختلف بين الجميع، هي نفسها تخفق بين جوانح القلب، ولا أحد يستطيع الشعور بها إلا القلب المُحب والعاشق لكّل ما هو حوله.
بقلم: هيفاء الربيّع

للحُبّ علامة فارقة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6520741.htm