هل نحن أذكياء بالفطرة؟
هل كل ما تعلمناه في حياتنا مُكتسَب؟
هل نحن نتوِّج قِيَمَنا بما يقدِّمه الآخرون لنا؟
أين (الإرث) إذًا؟
الذي نكتسبه من جوهر أخلاقنا.. تصاعُد أرباحنا.. نفطيَّة مُكتسباتنا الذاتية والحياتية!
أين نحن من دورة الأيام والأشهر والفصول الأربعة؟
مِن رمضان لرمضان.. مِن عيد لعيد..
ماذا فعلنا؟
ماذا قدمنا؟
ماذا حصلنا عليه؟
ماذا أنتجنا؟
ماذا حققنا؟
هل طَرقت كل هذه التساؤلات قلوبكم وعقولكم؟
أين نبع الفطرة التي فُطرتم عليها؟
هل زادتكم توهجًا وثباتًا؟!
أين نور العمر الذي يزداد تألقًا وضياء مع نضج مستنير وعقل راجح لا تهزه المتغيرات ولا تُفضي به الفتن إلى الهاوية؟!
إنكم تعلمون ماذا يحدث حولكم من ظروف ومُتغيرات.. هل عرفتم من أنتم.. ذواتكم.. مشاعركم.. أحاسيسكم؟
هل من لحظة توقف معي؟
والآن تنفسوا الصعداء..
ضعوا أيديكم على الصدغ.. تأملوا حالكم..
ياه.. ستقولونها حتمًا..
أيام مرت سريعة.. هناك أحلام وُئدت.. مشاعر أُهرقت.. لحظات جميلة تلاشت.. ذكريات فرَّت سريعة.. أُناس حولنا حملوا حقائبهم وأدواتهم ورغبة تواصلهم وذهبوا حيث الأقدار تسيِّرهم لا تَسِير بهم.
كم نحن جائرون بحق أنفسنا! نروضها على تحمل الظروف وليس ترويضها للتنزه أو الترفيه في مُدن تحقيق المتطلبات الحسية والمعنوية.
إذًا نحن الآن مُطالَبون بتحمل كل المصاعب.. وتخطي المتاعب.. وترويض كل عواقب الأمور في صالح التأقلم والتعلم بشكل صحيح من غير إفراط أو تفريط.
ما هي مكتسبات اليوم؟
لنتخيل رحلة صيد في بحر جميل.. هادئ.. واسع لا نعلم بواطنه.. ولا لحظة تغيُّره..
ونكتسب خبرات التعلم إذًا..
ماذا سيحدث في حال الرياح.. العواصف.. تلاطم الأمواج؟
حين حدوثها ستجد نفسك من قوة أو ضعف.. من ثبات أو انهيار.. من خوف الموت ورغبة الحياة..
حينها سنقف بثبات حتى والدُّوَار يُحيط بنا ويهزُّ من ثبات الجسد الضعيف.. سنستطيع الصيد الوفير.. التأمل.. الصبر من أجل البقاء والعودة للأهل والأحبة..
إذًا تقييم المعوج بعدة أمور..
١- التأمُّل.
٢- التعامل مع الظروف الصعبة بذكاء.
٣- التكيُّف مع المتغيرات بحكمة.
٤- تذليل كل المصاعب بصبر.
٥- توقُّع كل جميل سيحدث بحسن الظن بالله.
٦- المضي قدُمًا رغم كل الصعاب بالتوكل على الله.
٧- وضع الأمل هُدنة لا تقبل النقض، فمهما حدث من ألم يجب أن نتجاوزه.
٨- اليقين بقدراتنا وذواتنا وأنها قادرة على المواجهة.
٩- عمل إستراتيجية حياتية ودوزنة نظام للسير بدقة مُتناهية للوصول إلى الهدف.
١٠- تنظيم العقل كما يتم تنظيم الهندام.
لحظتَها سيُقَيَّم أي سلوك معوج.. وتسير الحياة بكل هَوْن.. ونُسيِّر مشاعرنا نحو التجاوز.. التغاضي.. تحقيق مُتطلبات النفس باحتضان صبرها بإرث من الثوابت.. وترويض العقل على محو السواد وتنقية الأفكار التي طالما حُبست نتيجة الخوف من السير في دروب القادم من العمر الجديد.
بقلم: أ. هيفاء الربيّع
تقييم الْمُعْوَج
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6551922.htm