ما معنى أن تكون أب أو أن تكوني أم وما معنى تكوين الأسرة في بيئة صحية نافعة، ومامعنى أن تكون مسؤول عن إنشاء أجيال وأجيال وأنت تجهل معاني كل ماسبق وتجهل كيف أن تُربي وتُعلم وأن تكون قدوة حسنة وبالفعل أنت تجهل أنك جاهل، هل تعلم أنك اللبنة الأولى في بناء شخصية الطفل، وأنك ركيزة أساسية في حمايتهم من الإنحراف الفكري أو الأخلاقي أو السلوكي وأنك قادر على زرع بذور سيجنيها ابنك لاحقًا.
إن دور الأسرة يعظم نحو توجيه وحماية الأبناء في بادي الأمر وزرع القيم الأساسية الرصينة في نفوسهم وبالتالي يكون قادرًا على تمييز الصالح من عدمه والنافع من الضار فإن الطفل بطبيعته يميل إلى تقليد الآخرين وخاصة الراشدين وإن تواجدك على مقربة منه يجعلك دعامة قوية من دعامات التعلم وكسب المهارات المختلفة ومضاعفة الجهود خلال مرحلة الشباب لأن كل ما سيواجهه ويتأثر به هو أحد الأمرين أما شبهات في دينه أو شهوات في دنياه.
إن في مجتمعنا أعداد كبيرة من الأباء والأمهات الذين يجهلون ذلك وينظرون إلى أن مسؤوليتهم الوحيدة امام الأبناء هي توفير المأكل والملبس والمسكن فقط ! متناسين التوجيه وهو من الركائز الأساسية في تكوين الطفل ومساعدته في أن يصبح رجل وأب مستقبلي مسؤول عن أجيال أخرى يُنشئها الإهمال في التوجيه قد يسبب عقد في حياة الشاب أو الشابة لا يعلم ماذا يفعل وكيف يختار تخصصه أو كيف يستكشف مواهبة لايعلم أين يذهب يسار أم يمين لا أحد يمسك بيده ويوجهه توجيه صحيح أو أن يحتويه ليعرف ماذا يميزه ويساعد في تنمية ذلك.
بمجرد بلوغك يا إبني أنت مسؤول عن نفسك إن رغبت بإكمال دراستك فلك ذلك وإن رغبت أن تنام إلى منتصف الليل لا أحد يحاسبك كن صاحب السيئ أو الصالح لا أحد يهتم لذلك، بالطبع أنت بالغ وتعرف مصالحك !!
لا يا عزيزي حتى البالغ هو جاهل ويحتاج توجيه وإن وجودك مقربة من ابنك البالغ له أهمية كبيرة جدًا وإن إهمالك له في هذا العمر خطير جدًا.
ذكر لي أحد الأصدقاء إن عدم تواجد والده في هذا العمر لإعطاء التوجيه أثر بشكل سلبي في معرفة تخصصه أو الطريق الذي يسلكه ظل يخرج من كلية ويدخل في أخرى لا يعلم أن يستقر أو ماذا يرغب به فعلًا وفي أثناء ذلك قابل والده الذي اعطاه نصيحة قال فيها "يا ابني اشتر لك عنز وتيس وارعاهم" ، ولولا حرصه في انقاذ نفسه بنفسه لكان يرعى التيس والعنز إلى الآن لكن بعد ذلك حرص على إيجاد مخرج له وأصبح حاليًا في مكان يرغب به الكثير.
وأخيرًا "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ومن هنا أود التأكيد على أن دور الاسرة في رعاية الأبناء هو أقوى دعائم المجتمع تأثيرًا في تكوين وتوجيه وإعدادهم لمستقبل زاهر.
ندى عبدالله القبالي
@nadaabdullah_2
التعليقات 2
2 pings
نوف القحطاني
15/08/2021 في 2:38 م[3] رابط التعليق
برافو👏🏻 جميل جداً
(0)
(2)
ن الفارسي
18/08/2021 في 2:15 م[3] رابط التعليق
اتفقق
(0)
(1)