من منا لا يتذكر الجملة الشهيرة: تكفى يا سعد؟
بالطبع لا زالت عالقة في أذهان الجميع، لذلك الإرهابي المجرم المُكَفِّر الذي قتل ابن عمه بدم بارد وهو مكتوف أمامه، في منظر أدمى قلوب الملايين وأثار استغرابهم ودهشتهم.
الجميع استنكر هذا العمل الجبان المشين، عرباً وعجماً ومسلمين وغير مسلمين، ولا أعتقد بوجود مؤيد له إلا من نفس فصيلته الإرهابية المجرمة.
الآن كلنا استنكرنا هذا الفعل الجبان وهذه الطريقة البشعة، ولكننا نتساءل ويتساءل الكثير من باب المنطق والعقلانية، أليست هذه الطريقة نفسها التي تتبع لأخذ الثأر القبلي في قبائلنا حتى الآن؟
نفس الخبث، وقمة الجبانة وعين الجريمة.
لا فرق إلا أن الأول مجرم داعشي تكفيري والآخر مجرم متلبس بعرف وشرع القبيلة، مجرم لم يتبع الشرع المطهر الحنيف ولم يقم وزناً للدولة ونظامها ورجال أمنها.
ما الفرق بين سعد وبين العشرات بل الآلاف من مؤيدي أخذ الثأر القبلي، الذين يعيشون بيننا ويأكلون معنا ونستأمنهم ويستأمنوننا، وعند قيام أدنى مشكلة أو قضية يقلبون ظهر المجن للجميع وينقلب " صبيح جني" كما يقول المثل.
هؤلاء المجرمين يستجديهم الضحية ويقول لهم: تكفى يا ابن عمي، تكفى يا فلان، ولكن لا جدوى ولا ضمير ولا منطق ولا عقلانية عندهم.
ما الفرق بين المجرم الداعشي الذي قتل سعد، والمجرم القبلي الذي قتل أو أصاب ابن عمه أو أحد أفراد قبيلته أو من قبيلة أخرى.
فقط فكروا في الأمر وقارنوا بين الموقفين فكروا فيمن يقف وراء القاتل الداعشي ويؤيده، ومن يقف وراء المعتدي على أبناء قبيلته متسلحاً بالعرف القبلي لأخذ الثأر بدم بارد رغم استجداء رفيقه وابن عمه.
للمجرم التكفيري ظهر يحميه ويروج لأفكاره وفي بعض الأعراف القبلية بنود غير مكتوبة تقف في صف المعتدي بل وتشجعه على الاعتداء، وأولها الجيرة التي يعرف الجاني بأنها ستحميه وستحمي من شجعه وآزره على سفك الدماء وقتل الأبرياء.
بقلم: حسين علي الفهري
باحث ومؤلف مهتم بالموروث الشعبي
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
بنت ابوها
06/11/2021 في 1:06 م[3] رابط التعليق
من اجمل ماقرأت
والافضل ان يكون لهذه اللفته دراسه واضحه خصوصا عند مشايخ واعيان القبائل وضبط صحيح وبنود واضحه للدخول في الصلح والاصلاح في القضايا التي تحدث في مجتمعاتنا ليقف هذا الهدر المالي الكبير وحفظ السلام والامان وايقاف التشويه الذي نال من مكانة القبائل ومشائخها في الدخول الى امور وقضايا من الافضل كثيرا حلها تلقائيا بالشربعه دون الرجوع الى امور تفتح ابواب اخرى
رايي والله يحفظنا ويسلمنا وابنائنا من كل شر ونسال الله السلامه والعافيه
(0)
(2)
سعيد بن سعد بن عمر
06/11/2021 في 1:06 م[3] رابط التعليق
لافض فوك ابا ياسر
سلمت وسلمت أناملك
صح قلمك وصحت أفكارك
(0)
(1)
عبدالله الفريح
06/11/2021 في 1:46 م[3] رابط التعليق
تسلم يمينك يابوعلي لله درك كلام جميل جدا .وياليت المسلمين في ديارنا يتعضون ويوعون من الجهل الذي لازال يتخبطون فيه.
(0)
(1)
ناصر الدريس
06/11/2021 في 5:35 م[3] رابط التعليق
سلمت اناملك.. ابا ياسر..
كنت اشرح لاحد علمائنا سيناريو عادات وسلوم الثار والمثار.. فقال وبتعجب:(أنتم تشجعون الجريمة)..
أشكرك وارفع لك العقال.. على مواصلتك واهتمامك في تصحيح خلل عقدي وفكري واخلاقي واجتماعي، يوشك ان يفتك بنا وبقبائلنا..
وادعو الله لك، ان يبارك نفسك وانفاسك..
(0)
(3)
علي ال جازعه
06/11/2021 في 6:14 م[3] رابط التعليق
كتب الله اجر الكاتب و نفع بهذا المقال الواضح و المؤثر الذي يحكي نسبة كبيرة من الواقع المعاش بين بعض المجتمعات و كم اتمنى لو أن الجيرة اوقفت الثأر و لكن للأسف لم يلتزم بها البعض فأدخلت قبيلة اخرى طرفاً ثالثاً في قضية لم يقترفوها ، فهل يستفيق المجتمع الذي توارث هذه العادات ايماناً بأمور جاهلية لا تتناسب في عصر دولة شعارها التوحيد و اقامة العدل بالشرع المطهر ؟
(0)
(2)
سعيد بن سعد بن عمر
06/11/2021 في 7:46 م[3] رابط التعليق
لافض فوك ابا ياسر
سلمت وسلمت اناملك
صح قلمك وصح فكرك
(0)
(1)
السلطان
07/11/2021 في 4:00 ص[3] رابط التعليق
لا فض فوك اخوي حسين واشهد بالله انهم يعتبرون وجهين لعمله واحده ولكن لنا الامل بعد الله في ولاة امرنا بالقصاء عليها كلها
(0)
(1)
سعيد بن سعد بن عمر
07/11/2021 في 5:58 ص[3] رابط التعليق
لافض فوك ابا ياسر كلام جميل جداجدا
(0)
(1)
عبدالمحسن بن موسى الحمالي
07/11/2021 في 7:56 ص[3] رابط التعليق
لا عجمت ياحسين بن علي
والله يجعل ماتكتب في ميزان حسناتك استمر فكثر الطق يفك اللحام
(0)
(2)