فشل الحوثيين باسقاط مأرب يكشف مدى الخلافات الإيرانية الحوثية كما أسلفنا سابقاً، و أن هلاك إيرلو رجل إيران الأول هناك أو ما يسمونه بقاسم سليمان اليمن لازال حتى الآن قيد البحث والدراسة لمعرفة ماتم فيه، والذي خلق بعد موته فراغاً سياسياً هناك فالاحتمال يقودهم إلى أن قتله كانت مؤامرة حوثية خالصة ، مايأخذ الحرب لخط آخر تماماً..
وإن مجرد الشك الإيراني بالحوثيين في تصفية إيرلو لعبة نفسية مفيدة والتي جاءت بعدة عدة أسباب أهمها المعركة التي قادها حسن إيرلو في مأرب والتي أدت لمقتل أكثر من ٤٠ ألف مرتزق وكانت محرقة بشرية كبيرة دون إحراز أي تقدمٍ ميداني أو انتصار حقيقي على الارض، وهذا هو السبب الأوحد لاغتياله بعدما استخدم هذه الجماعة دروعاً بشرية ما جعل حجم استنزاف الجيوش أكثر، مؤثراً بذلك على نفسياتهم ومعنوياتهم من الداخل..
ولأن جبهة مأرب هي من أهم الجبهات التي تم فتحها والتي عجزت الميلشيات عن إغلاقها بنفس الوقت..
كانت الخطوة المتفق عليها بعد سقوط مأرب هو التفاوض على السلام و تقسيم اليمن وأن تظل هذه المدينة التاريخية والغنية بالثروات تحت قبضة الحوثيين..
وبعيداً عن كل التبعات السابقة فإن إيران ترتب لإرسال سفيراً آخر، ضاربين بالرفض الحوثي عرض الحائط والذي غرضه عدم حصول أي ارتباك أكثر في العمق .
فتعمد طهران لرفض مطالبات الحوثي هدفه استمرار الحرب في اليمن و قتل أي جهود دبلوماسية لإنهاء الأزمة ورغبة البقاء في هذا الجزء المشتعل فإيران تعلم أن قتل إيرلو سواء من التحالف العربي أو الحوثيين لن تكون رواية في اليمن فحسب بل ستمتد إلى أبعد من ذلك إلى ميليشيات العراق وسوريا ولبنان لأن أي تأثير لن يبقى ملتزماً مكانه وسيتجاوز ذلك بأماكن كثيرة..
لن نبالغ في الحديث عن حجم الاختلافات بين الجماعة الحوثية وطهران بعد وفاة إيرلو ولكننا لن نسفه أيضاً من أبعاد هذه الامور!
حيث أصبحت الجماعة الآن بجناحين جناح إيراني متوغل ومسيطر وجناح حوثي يحاول أن يفرض نفسه وأن يأخذ الدور الرئيس من جديد ، ليس فقط في معاركة ضد التحالف ميدانياً ولكن في معتركه الخفي ضد الوجود الإيراني، خاصة بعد إقصاء عدد كبير من القيادات الحوثية البارزة بتهمة أنهم عملاء للتحالف وأن نفس هذه التهم تعتبر كرة نار ألقتها السعودية داخل حضن الجماعة ماجعلهم متخوفين من تطوير أي هجوم أو التعامل مع أي قضية في اليمن قبل أن يتمُّوا عمليات تطهير شاقة للانقلابيين وعناصره ، كرة النار السعودية أيضًا أحرقت الحوثيين تباعاً إذ نجحت في خلق انقسامات داخلية..
فالحوثيون يقبضون على خونة منهم وطهران تقبض على خونة من الحوثيين واتباع الحوثيين وصورتهم هم من يدفع الثمن وسمعتهم هي التي تسقط..
ماجعل التحالف العربي يعمد لفتح جبهة صراع جديدة في اليمن لاستعادة شبوه والمرشحة لأن تكون من أكثر الجبهات استنزافاً للقوى الانقلابية والأكثر اشتعالاً.
نجد أن لعبة الحرب في اليمن تتغير شيئاً فشيئاً فالصراع في اليمن تجاوز فكرة الصراع في اليمن نفسه، ذلك لأن إيران تريد أن تجعل من وجودها مركز حرب وورقة ضغط لدول الخليج..
مايجعلنا نخلص إلى أن طهران لطالما كانت تحارب خارج حدودها لتظل محمية تماماً كما يفعل الكيان الصهيوني في القتال والحرب خارج حدوده، وفقًا لنظرية ديفيد بن غورين وشد الأطراف هكذا هو ماتريد إيران، وبهذا لن تستطيع أن تجر الحرب لقلب طهران إلا بفتنة داخلية في القلب الإيراني كما أسلف ولي العهد محمد بن سلمان بأن حرب إيران سيبدأ من داخله..
أريج الشمري
كرة نار التحالف في الحضن الحوثي
(0)(2)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6579160.htm