قلوبنا مرهفة ورقيقة، و أرواحنا تحيا بالحب والسلام، فليس لدينا متسع للهجر والعتاب، أو الحقد والكيد..
الأيام تمضي بنا نحو نهايتنا، تفْتّر رؤوسنا بحثا عن السعادة، نروم راحة دائمة وأبدية، ولكن تأتي علينا أوقات نخاصم .. نتعارك .. نغضب .. ثم نهجر!
فتجثم كوابيس الهم على أرواحنا، تقتات ما تبقى لنا من سعادة لنعود من جديد نلهث .. نركض .. نسابق الأيام وتسبقنا! لنسقط أرضا ضحايا للوهم الذي كبلنا أننا قادرون على العيش بدون أحبتنا..
ألدينا متسع لكل هذا؟
ألدينا الوقت لِنُحمّل قلوبنا مالاطاقة لها به؟
لِم لا نتحدث مع أحبتنا بشفافية مطلقة؟ نحاورهم، نلاطفهم، نتنازل عن زللهم، نتغافل عن أخطائهم؟
لِم تحضر الكبرياء الممقوتة وتكون حاجزا سوداويا بيننا وبينهم؟
أليس لدينا مساحات للحب والتسامح والتغافل والتغاضي ؟
أليس لدينا متسع من الوقت للتوقف عن سوء الظن وتفسير الكلمات والمواقف عكس ما يراد لها؟
يجب أن يكون لدينا متسع لكل هذا، فقلوبنا وإن كبرت مساحات الحب فيها تختنق بالهجر، ويطويها الجفاء حد الوجع!
الكبرياء بين المحبين سراب برّاق، تقترب منه فلا تجده شيئا !
فلتذهب الكبرياء أدراج الرياح، أمام حنان أمك وعطفها، ونبض فؤادها..
ولتذهب الكبرياء أمام وقار والدك، وهيبته وشموخه فلا شي يمكنه معادلة الإيثار من قبله نحوك
لتذهب الكبرياء أمام أخ تراه مُتَّكأ لك، وعصاك التي تهش بها على عدوك ومتاعبك
فلتذهب كذبة الكبرياء أمام صدر أخت يتسع لاحتواء همّ كالجبل يثقل كاهلك..
فلتذهب الكبرياء أمام وفاء صديقك الصدوق مستودع أسرارك وفضاء بوحك حين يرهقك الصمت .
فلتذهب الكبرياء المزعومة أمام محبتهم ونقائهم وصدق مشاعرهم حتى في لحظات غضبهم فهؤلاء يجب أن تكون مساحات قلبك مستراحا لهم، إذْ ليس لديك متسع لأن تصرف أوقاتك في الانشغال عنهم..
انشغل بهم ولهم، تفقد غيابهم، تبسم أمامهم، اسقِ أرواحهم عذب مشاعرك، فالأيام حين تغادر لا تعود، وفراق الأحبة أقسى من أن يتحمله قلبك الصغير.فليكن لديك متسع من الحب لهم لا يضيق ولا يصغر.
بقلم: الأستاذة جواهر الخثلان