صدر عن مجلة فوريان بوليس الأمريكية تحليل تكلمت فيه أن السعودية في سباق تسليح في الشرق الأوسط وأن سباق تسليح السعودية تطور بشكل هائل مقارنة بإيران وأنها قد تجبر إيران على الرد. وأن المساعدة الصينية للسعودية في تطوير برنامج الصواريخ البالستية يشمل نقطة انعطاف لا شك فيه ليس فقط من منظور المساعدة العسكرية بين البلدين بل من ناحية سماء التسلح في المنطقة..
وأن هذا الانفاق الكبير لهذه الأسلحة سيترك تداعيات دفاعية محتملة من طهران ..
حيث وصلت نسبة الميزانية العسكرية إلى ١١% مقارنة ب٣% لإيران وبلغ الإنفاق العسكري السنوي السعودي أربع أو ثمان مرات ما أنفقت إيران ..
وليس حجم الترسانة العسكرية السعودي هو ما يقزم إيران بل الجودة أيضاً..
سلاح الجو السعودي يتفوق بشكل كاسح على إيران التي أصبحت خياراتها لحماية مجالها الجوي مقيدة بشدة بسبب العقوبات التي تحول عن قدرة طهران تملك الطائرات الأمريكية والأوروبية وأنظمة الدفاع المتقدمة الموجودة في السعودية ما جعلها تعجز أيضاً عن استيراد أو إنتاج أي قطع غيار تحتاجه للحفاظ على أسطولها القديم من الطائرات العسكرية..
وفي الوقت التي ظلت فيه إيران تحاول تحرير نفسها من هذه العقوبات والقيود تمكنت المملكة العربية السعودية من ٢٠١٦ الى ٢٠٢٠ عملت بثبات على تعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى وأدخلت حوالي ٩١ طائرة مقاتلة بالإضافة لشراء أنظمة دفاع جوي مضادة للصواريخ البالستية للدفاع الجوي السعودي..
تقول الصحيفة أن التوازن الجوي بالمنطقة يميل بشكل كبير إلى أمريكا والدول العربية والتي تتمتع بميزة حاسمة في جودة وكمية التسليح مقابل إيران..
وأن القيود المانعة من تحديث طهران لقوتها البرية والبحرية تمثل نقاط الضعف الرئيسية التي تفسر تركيز إيران على قوتها الصاروخية بسبب افتقارها للقوة الجوية الحديثة والصواريخ من طراز أرض- جو..
وأشارت إلى أن إيران لم تتمكن من تملك واردات كبيرة من المقاتلات الحديثة من أمريكا وأوروبا منذ سقوط الشاه محمد رضا بهلوي وحتى الآن..
رغم برنامج إيران النووي والذي له قدرة تغيير ميزان القوة الجوي إعلامياً إلا أنه لن يشكل أي قدر من الردع العسكري ضد القوة الجوية السعودية المتفوقة التي تطوق إيران بالكامل..
في حين أن برنامج الصواريخ مسألة ضرورية ووجودية تقريباً لإيران إلا أنه من السذاجة قول أن هذا البرنامج من الممكن أن يضاهي القدرات الدفاعية السعودية، ما دعا البعض لقول أن الرياض لا تحتاج إلى سباق التسلح لإنتاج أو شراء صواريخ بالستية لأنها تمتلك بالفعل ميزة عسكرية كبيرة في كل ترسانتها العسكرية وأن القيادة السعودية لن تتردد في التعامل باستخدام هذه الأسلحة تجاه إيران بشكل فعال لإحداث ثغرة في مكون طهران الأساسيّ، إذا اقتضى الأمر ..
ومن المرجح وفقاً للتقارير أن تطوير برنامج الصواريخ البالستية السعودية سيزيد من عزم طهران لتوسعة برنامجها الصاروخي مع رفض الدعوات الغربية لفرض قيود أو إجراء أي محادثات بشأن برنامجها النووي..
وجدير بالذكر أن نعقب على احتلال السعودية للمركز العشرين عالميا والخامس إقليمياً في تصنيف قلوبال فاير باور لعام ٢٠٢٢ لأفضل جيوش العالم وبهذا يكون كلام فوريام بوريس انتهى ونبدأ نحن كلامنا..
الحقيقة فكرة الخدع الأمريكية المستمرة بشأن تسليح المملكة العربية السعودية يتم تصعيده بهذا الوقت تحديداً لأكثر من سبب وظرف كان وراء كل هذه الأرقام والدعاية وهو اقتراب أمريكا من توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران ..
ولإظهار السعودية كمصدر قلق وخطر لطهران مع أن هذا التفوق النوعي السعودي مبرر وصريح..
وأن سيل هذه المقارنات من قبل الأدوات الإعلامية الأمريكية تم توجيهه بعد التقارب الاستثنائي بين السعودية والصين حيث أنه وعلى زعمهم لن يؤثر هذا التقارب على إيران وإنما على شكل المنطقة كاملاً.
ومن الأسباب الأخرى هو رفض الامير محمد بن سلمان التحدث مع رويد أوستن هاتفياً وحتى مع وزير الدفاع الأمريكي والذي حاول مراراً لكنه فشل بذلك ولم يجد أي استجابة وكل هذا جاء عقب رفض المملكة استقبال مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الدفاع..
لمناقشة أزمات مختلفة مع أن المملكة العربية السعودية لم تصدر أي تصريح بهذا أو بيان صحفي ولم تخلق أي زخم أو تغطيات لهذا الأمر..
ووجب أن تفهم واشنطن بأن المملكة لن تنتظر الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتخبطاتها فتارةً تأتي إدارة جمهورية ليحصل هناك انفتاح وإفراج عن صفقات تسليحية عالقة وتيسير الأمور كما يجب ثم تأتي إدارة ديمقراطية فتوقف الدعم والتسليح وتذهب لنوع من المناكفات الحزبية على حساب أمن دول الخليج والمنطقة..
ويبقى التخبط والغباء في الإدارة الامريكية هو العائق والضارب بدفة القلق الحاصل مجملاً، وهي حتى الآن لا تعلم ماهي المملكة العربية السعودية وكيفية التعامل معها ومن هم حكام المملكة الذين لهم الكلمة الأولى والأخيرة في الشرق الأوسط
وأن ذلك لم يمنع السعودية من شراء التورنيدو وطائرات الاروفايتر من بريطانيا وفرنسا والإس فور هندرد من روسيا.. فدولة كالسعودية ستذهب لمن يتيح لها ماترغب وتريد وفق إملائاتها طالما أنها تملك التكلفة المادية فبقي أن تكون إدارة أمريكا صادقة.. لامتقلبة في لحظات حرجة لاوقت فيه للتقلب والتلوّن.!
وأن يكون هناك سياسة واضحة.. لكن إدارة بايدن ترغب أن تحد من طموح السعودية في تصنيع الأسلحة فوفق رؤية المملكة ل٢٠٣٠ نحن متجهين لهذا وهذا ما يزعج الإدارة الأمريكية جداً.. أن تتوقف السعودية عن ضخ المبالغ الضخمة والانتقال من مرحلة الشراء لمرحلة التصنيع والاكتفاء والتحول إلى بلد صناعي..
وهذا حق من حقوق أي دولة تريد أن تؤمن شعبها وبلادها أعتقد أن امريكا هي التي تعاني من الخلل لأنها لا تملك رؤية واضحة ولو استعرضنا إدارة بايدن لوجدناها متخبطة منذ أن انطلقت.. في سياسة تعاملها مع إيران وفي حرب اليمن والملف السوري والملف الليبي وأخيراً الملف الأفغاني.. وأن هذا التخبط أفقدها الكثير
مع أن إيران في الشرق الأوسط هي من أسقطت جدار أمريكا في الخليج والاقليم العربي، وهي الأسبق في تمتين علاقاتها مع الصين ولها اليد الطولى في إبراز ورقة التنين الأحمر وامتداده..
فقد كسرت إيران القالب عندما سقط السوفييت انشغلت أمريكا وظهرت الصين من هذه الثغرة التاريخية ما يعني أن الصين دخلت من ثغرة الدفرسوار الإيرانية.. هذه الثغرة هي من جاء بالصين وامتدت علاقاتهم لأربعين سنة هل هذا في الكواليس السياسية كانت ضمن خطة أمريكية مدروسة كي يحرق هذا الكرت منذ حقبة الثمانينات لتوريط الصين واحراقها كما احرقت دولاً من قبل!
هل نصبت الولايات المتحدة فخاً للصين فعلاً لدخول هذا الاقليم المحترق لكسر حلم الاورا آسيوي وهو حلم الامتداد الصيني!
كما سمحت لإيران وتمددها...؟
وما أزعج إدارة بايدن هو الإعلام الصيني حيث روج بشكل كبير ومشرف لزيارة الامير محمد بن سلمان لبكين.. لكن السعودية تعي أبعاد كل هذه المناكفات
ماجعل حضور الأميرة ريما بنت بندر لافتتاح أولمبياد بكين مثابة صدمة ورسالة مبطنة ومدروسة من السعودية عندما ذهبت نيابة عن ولي العهد كأكبر مسؤول سعودي موجود في الصبن بهدف افتتاح الالعاب الأولمبية الشتوية..
لكن السؤال هنا لما وقع الاختيار على سفيرة السعودية في أمريكا؟
لما لم تكتف بحضور السفير السعودي في الصين؟ أو بحضور وزير الخارجية..
الرسالة هنا مخصصة جداً ومميزة وأن خلف حضور الأميرة ريما بنت بندر أموراً كثيرة عن مستقبل العلاقات
أهمها أن السعودية هذه المرة لن تنحاز لا لأمريكا ولا للصين وأن الصعود الصيني الحالي والهبوط الأمريكي لا يعني الارتماء في حضن بكين..
وأن اختيار الأميرة ريما كان المغزى منه خلق توازن واضح وصريح مفاده بأن الحكومة السعودية محايدة لكن هذا الحياد كان بالغ الدهاء ما أدى إلى تحير الطرفين، أن تقتطع السعودية من عملها الدبلوماسي ومن جهدها القنصلي في أمريكا لصالح الصين.. وأن تختار حضور سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة على وجه الخصوص لاحتفالية مهمة في دولة الصين في ظل اعتذار بعض دول قررت عن الحضور بعدما قررت الانحياز تماماً مع واشنطن.
صدرت دراسة سابقة من المجلس الأطلسي أحد أهم مراكز الأبحاث السياسية قولاً مفاده أن هنالك احتمالية وجود مشاكل في المنطقة كلما زاد الصراع فيها وأن التحالف الرباعي
شركاء للصين حالياً لكنهم ليسوا الوحيدين ففي الجهة المقابلة الصين لازالت داعمة للوجود الإيراني بقوة.. ومستعينة بالثقة الصينية البالغة..
ومن هنا نعيد صياغة الأسئلة بطريقة مختلفة
كيف هي رؤية الصين للمنطقة أمنياً؟
ولا يخفى على العالم رؤية الصين الاقتصادية الثقيلة جدا وكلنا نعي أجندة الصين الاقتصادية التي تدخل بها البلاد والتي تمكنها من ترك مساحة كبيرة من الاختلافات والتباينات بينها وبين أي دول أخرى ما يجعل من الصعوبة أن تجمعها مع أي قوى أخرى في خانة واحدة.. حيث لها الغلبة..
أي فكرة عن الضامن الأمني أعتقد أنها غير موجودة ولا متوفرة في حسبان التنين الأحمر.. وأن سياسية الصين قائمة على الانتفاع المجاني مما يحصل، هي تدير الصراع دائماً لكنها لا تحله
كما أنها تتمتع بردود أفعال انتقائية في المنطقة..
فوصول ولي العهد إلى بكين وعدم حضوره الافتتاح لأي سبب كان.. قد اوصل المغزى كاملاً وأدى الرسالة..
وأخيراً نفهم بأن السعودية لن تميل كل الميل إلى الصين لكنها ستساوم في هذا كي تنظر الولايات المتحدة الأمريكية إلى" مصلحة المنطقة".