اطّلع الأغلب إذا لم يكن الكل عن مشروع تعديل نظام العلم والذي وافق عليه مؤخراً مجلس الشورى بعد تقديم عضو المجلس الأستاذ سعد العتيبي لمقترح التعديل استناداً للمادة ( ٢٣ ) من نظام المجلس ، والذي جاء مستهدفاً غرس الولاء وتعزيز الانتماء وتجسيد الوحدة واحترام الرموز الوطنية وحمايتها.
ومن هنا نستدرك نقطة تتوازى مع هذا التعديل بل وتشدد عليه وهي من أهدافه؛ ألا وهي حماية هذا العلم وشعار الدولة ونشيدها، فعلى الرغم من أن من مظاهر العز والافتخار هو رفع العلم في كافة المحافل وترسيخ شعاره بصرياً في الكثير من المساحات والصدح بألحان النشيد والترنم بكلماته في كل حدبٍ وصوب إلا أن تعديل النظام جاء منظماً بشكلٍ أدق لآلية رفعه حتى لا يكون عشوائياً.
ولو عدنا إلى مبررات وضع مقترح تعديل نظام العلم لوجدنا من ضمنها ضرورة وضع المحددات والضوابط لاستخدام شعار الدولة في جميع المحافل والمناسبات وتحديد العقوبات التي تطبق في حال المخالفة، وهذا ما يؤكد النقطة السابقة التي دائماً ما يعزو فيها الأمر لحفظ الهيبة والثوابت بوضع المحددات وخارطة الطريق في حيثيات كل أمر.
ونستنبط هنا أن العلم بدوره له رمزية عالية وهيبة تنعكس على كل دولة وتفتخر به وتشكل رافداً بصرياً في الظاهر وضمنياً كذلك في أماكن تواجده ومحافله الذي يوضع بها، فترى هناك لكل دولة بروتوكولاتها الخاصة وآلياتها في رفعه ووضعه وحتى جهته التي يوضع بها يمنة كانت أو يسرى.
وهذا ما يجعلنا نحن في المملكة العربية السعودية أن نولي هذا الأمر اهتماماً بالغاً بشكل أكبر من الغير، حيث علمنا له مكانته المختلفة فهو لا يُنكّس ويحمل راية التوحيد ودلالات تاريخية وقيمية، كذلك الشعار والنشيد الذي يعبر فعلياً بكلماته عن الصورة البصرية للعلم.
ومن جانب آخر فإن التسارع العصري والسباق الزمني الفكري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجيل الحالي والقادم، وهذا التعديل له جانب مؤثر بشكل إيجابي عليهم، فهو يجدد لهم الروح الوطنية ويعزز الانتماء بالهوية الخضراء بكافة تفاصيلها، معنوياً وروحياً وبصرياً كذلك، ليطّلعوا بين الحين والآخر على تفاصيله وكيف جاء وكيف كان.
لذلك جاء الاهتمام من خلال تعديل النظام المهم برموز الوطن ورمزياته التي تنعكس على الحضور الدولي للمملكة في الصعيد الدولي وكذلك الفرد نفسه الذي تتعزز الروح الوطنية في داخله ويصبح هو من تلقاء نفسه سفيراً صالحاً للوطن في تنقلاته حتى ورحلاته رافعاً راية بلاده حلّاً وترحالاّ مفتخراً بمملكته ومليكه وشعبه مردداً بكل شموخ وارفع الخفاق أخضر.