في كل يوم من أيام العام وفي هذا العالم الكبير تبزغ الشمس على حلم يراود الشعوب المُستضعفة والمُتطلعة للحرية، والاستقرار، والعيش الكريم، كما أن في هذا العالم الكبير ومنذ القدم دول ترزح تحت سيطرة الاستعمار ممّن أُوتي بسطة في القوة، والعدة، والعتاد ..
وهناك أراض حماها الله، وحباها بالكثير من المزايا، مما جعلها قبلة لأنظار الطامعين والمستعمرين، فكثرت حولها المحاولات لترويضها، وعسف شعوبها واستعبادهم، ومن تلك الأراضي العصيّة على الطامع والمستعمر هذه الأرض المباركة، التي قيّض الله لها في أوائل القرن الثامن عشر الإمام محمد بن سعود الذي أسس الدولة السعودية الأولى تحت مسمى إمارة الدرعية، وشكّل مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب ثنائي سياسي ديني، لتقوم عليه بدايات هذه الدولة، وتبدأ في التمدّد شيئا فشيئا حتى شملت معظم مناطق الجزيرة العربية بما فيها مكة والمدينة، لاسيما وأن هذا التأسيس وافق التوجه الديني السليم لشعب هذه الأرض، مما أثار حفيظة الإمبراطورية العثمانية والتي أحكمت قبضتها على أغلب مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحاولت بكل السبل أن تستولي على هذه الأرض التي انطلقت منها الرسالة المحمدية، إلا أن قوة وثبات الإمام محمد بن سعود، وثقة أمراء وحكام المناطق الموالية له أفشلت كل المحاولات العثمانية، وبالتالي أصبحت هذه الدولة الفتيّة الركيزة الأساسية للدولة السعودية حتى يومنا هذا، والذي أصبحنا فيه شهود عيان على نهضة سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة تجملت بها صفحات الفخر والمجد.
أ. جواهر الخثلان