مبدئيا أعلنت المملكة العربية عن زيارة الرئيس الصيني للرياض وأكدت جميع وسائل الإعلام العالمية أن هذه الزيارة قادمة وأنها ستحفل باستقبال تاريخي ستمر من خلال السعودية والسعودية فقط وعلى ثلاث قمم، قمة سعودية صينية وقمة صينية عربية وقمة صينية خليجية ..
و الحقيقة أن ما يلفت النظر هو ما تناولته صحيفة ميدل ايست ستور" بأن هذا ما كانت تريده السعودية "..
- فمالذي تريده السعودية ؟
تستعد المملكة لاستقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في
زيارة إلى المملكة فقط دون الذهاب لإيران وأن المملكة استمرت في نهجها الثابت والهادىء جداً دافعاً الصين إلى اختيار حليفا لها في منطقة الشرق الأوسط..
وأن فكرة الظروف الحالية وماتمر به إيران من عدم استقرار ستعطي الصين فرصة صب مصالحها دفعة واحدة في المملكة..
وأن النهج السعودي الثابت لم يتزعزع كما أنه إتسم بالصبر والهدوء حتى يصل للحظة الحالية..
في أن تكون زيارة الرئيس الصيني تركز على السعودية فقط بجولة وحيدة دوناً عن إيران وعن أي دولة منافسة..
كما أن لهذه الزيارة أهمية بالغة وسياقات مختلفة لا نتحدث عنها الان لكننا نتناول هنا ما يستجد وفق نقاط تفضي لضربة صينية قادمة تجاه إيران..
النقطة الثانية زيارة الأمير محمد بن سلمان
لكوريا الجنوبية الذي احتفت به وسائل الإعلام هناك وكانت جولة آسيوية لدول كإندونيسيا وكوريا الجنوبية وباكستان والهند ..
وأن هذه الجولة لها أكثر من إشارة ومدلول أهمها تهدئة مخاوف الهند وكوريا الجنوبية بشأن العلاقات السعودية الصينية وبشأن التعاون السعودي-الصيني في كافة المجالات..
فلا تزال هذه الدول تجد الصين هي المشكلة بالنسبة لهم في المنطقة، كما نشرت بعض الصحف الكورية الجنوبية المعنية بالشؤون الدفاعية أن المملكة ستتجه إلى التفاوض على أنظمة الدفاع الكورية الجنوبية منها صواريخ إل -سام
L-SAMصواريخ
وهي منظومة كورية جنوبية لاصطياد صواريخ "المسافات الطويلة" بعيدة المدى.
النظام الثاني وهو (كي-ام-سام)
KM-SAM
والقادر على التعامل مع الصواريخ البالستية التكتيكية والدرونات والمروحيات وصواريخ كروز..
سيقول البعض مادخل كي إم سام وإل سام و كي ٣٠ بيهو بإيران ؟..
والحقيقة أنك لو عدت لعام ٢٠١٩ و٢٠٢١ ستجد أن هنالك علاقات دفاعية ومميزة بين السعودية وكوريا الجنوبية .
ففي عام ٢٠١٧ تم التوقيع على اتفاق استخباراتي بين الدولتين
الهدف منه مكافحة التعاون مابين إيران وبين بيونج يانج في كوريا الشمالية والتي بموجبها ستتعاون السعودية وسيئول ضد طهران وضد كوريا الشمالية من خلال تمرير معلومات استخباراتية كشحنات أسلحة، خبراء عسكريين إيرانيين أو فكرة التعاقد على صواريخ بالستية أو تكنولوجية عسكرية كورية شمالية ستبلغ مخابرات سيئول السعودية عنها، والعكس بالعكس في حال مدت طهران كوريا الشمالية بمنظومات عسكرية أو درونات أو ما إلى ذلك فهذا جزء مهماً جداً في محصلة إيران وبنفس الوقت في يوجِد نفوذاً حقيقياً للسعودية في منطقة آسيا.
و أن التعاون الاستخباراتي هنا هدفه بشكل رئيسي إيران حيث أن الفكرة هنا ليست فقط الحصول على منظومات دفاعية كورية جنوبية بل أن هذا التعاون سيخلق وفرة متنوعة في المنظومات الدفاعية بالإضافة إلى مجال التعاون الاستخباراتي ناهيك عن التعاون السلمي في مجال الطاقة النووية .
كما تم عقد اجتماع ضم رئيس أركان القوات البريطانية بيتر وول
مع رئيس أركان القوات المسلحة السعودية الركن "فياض الرويلي"
اجتماعا تناول العلاقات ما بين الجانبين ..
من المعلوم لدى الجميع أن السعودية أكبر من يشتري السلاح البريطاني وأن العلاقة بين الدولتين قوية بكل المقاييس، ولكن المفاجىء بعد الاجتماع هو خروج أخبار من جهاز الاستخبارات البريطاني وثيقة استخباراتية بتقرير مفاده أن أكبر ثلاث أخطار تواجهها بريطانيا هم إيران، الصين، وروسيا..
ولكن لو أعدنا قمة اجتماع العشرين سنجد أن "ريشي سوناك" عمل اجتماعا مع الأمير محمد بن سلمان طلب من خلاله تأمين واردات النفط بمقابل أن يقوم هو بتأمين دعم أكبر لقضايا الشرق الأوسط وأمن المنطقة فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، وهذا جزء من التفاهمات البريطانية السعودية والذي انعكس على العلاقات الامريكية السعودية أيضاً عندما خرج جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي يقول : " أن التفاوض على الإتفاق النووي الإيراني مضيعة للوقت"..
كل هذه إشارات حاسمة ورسمية تتم خلف الكواليس سواء من أجل إصلاح العلاقات مع السعودية من قِبل أمريكا أو لدعم العمليات القائمة بين الرياض ولندن والغاية الأهم هو كسب ثقة و رضا الجانب السعودي في الأيام القادمة مايجعل تحول الموقف الأمريكي بمثابة الضربة القاضية لإيران والنقطة الأخيرة..