عندما ترغب برفع أداء فريق عملك، لابد من وضع توفير الأمان النفسي في بيئة العمل على رأس قائمة أولوياتك؛ لما له من أثر إيجابي في جودة علاقات العمل وتحسين عملية التعلم والإبداع وتحقيق أداء أفضل مما سيؤثر ذلك بصورة إيجابية على سير العمل.
ونقصد بتحقيق الأمان النفسي هنا هو شعور الفرد بالطمأنينة أثناء أداء عمله وثقته بجميع أعضاء فريق العمل وغياب مسببات القلق والخوف، والحصول على الدعم النفسي والمعرفي والمهاري.
ونستطيع تحقيق الأمان النفسي لديهم من خلال احتواء جميع أفراد فريق العمل، واشعارهم بأنهم جزء من المجموعة، مما سيُرسخ في عقولهم شعور المساواة. إضافة إلى تقبل الأخطاء التي قد تبدر منهم وتدريبهم على التعلم منها والتشارك مع باقي أعضاء الفريق في وضع الحلول الممكنة واتخاذ القرار حيال ما يحدث تبعاً لذلك. وكذلك إتاحة الفرص لتنويع مصادر التعلم للفريق ومنحهم الحرية في الاختيار لتحقيق النمو المعرفي والمهاري الجيد.
ويمكنك تحقيق دور الأمان النفسي في زيادة الإنتاجية من خلال إشعار كل فرد في فريق العمل بأهمية دوره الذي ساعد المجموعة في تحقيق أهدافها. وإشعارهم بأهمية مشاركتهم في عملية اتخاذ القرار.
وعندما نتحدث عن آلية ترجمة مشاعر الأمان النفسي الغير مرئية إلى أداء عمل أفضل، فنحن نعني بذلك أن شعورهم بالأمان النفسي وتعاملهم مع قيادة متواضعة يشجعهم على الإبداع وذلك من خلال: فتح المجال لهم للتعبير عن أفكارهم الجديدة، وإكسابهم الثقة لإتمام المهام الموكلة لهم، وتفعيل لياقة التواصل والتحدث أثناء التعامل معهم، وتجنب تصيد أخطاءهم والمكوث عليها طويلًا وأخذ وقت أطول في التحدث عنها بل يتركز دور القائد في تلمس الاحتياجات المهارية والمعرفية وتوجيههم إلى المصادر اللازمة للتحسين، وما إن تتوفر البيئة المشجعة والمحفزة ستزداد لديهم الرغبة في إظهار المزيد من إبداعهم.
فإذا أردنا أن نوفر بيئة عمل مُفضلة يسودها الراحة والأمان من خلال تحقيق الأمان النفسي فلابد من مراعاة تواضع القيادة، فكلما وُجد قائد متواضع تحققت السلامة النفسية. كذلك لابد من نشر ثقافة تشارك المعرفة في بيئة العمل وتطبيق ذلك في مشاركة المستفيدين بأهداف المشاريع التي يتم تنفيذها مما يساهم ذلك في شعورهم بالانتماء ورغبة بتقديم المساهمات الداعمة. ولابد من تقديم التحفيز لمن يبادر بمشاركة أفكار لتطوير العمل بغض النظر عما تنتجه هذه الأفكار بالتصور المُسبق.
تحقيق الأمان النفسي لفريق عملك أمر يمكن تحقيقه وليس بالأمر المستحيل أو بالأمر الخارج عن السيطرة، وستلجأ إليه عندما ترغب بتكوين فريق عمل سعيد وذات أداء عالي؛ لما في الأمان النفسي من سد لإحدى احتياجات الفرد الأساسية التي تشعره بذاته وبضرورة تفاعله مع محيطه العملي وإقباله عليه بفعالية.
فاطمة سعد مسلط السبيعي
@fatimah056