يجمع الجميع أنَّ نهائي كأس العالم كان مبهراً وعظيماً والفائز الحقيقي في هذا النهائي بلا شك هو دولة قطر من خلال التنظيم الباهر وغير المسبوق بعد أن تغلّبت على كل التحديات التي واجهتها لتقدم هذا التنظيم الرائع لهذه البطولة الاستثنائية.
لقد أتاحت قطر من خلال هذه النسخة الفرصة لشعوب العالم لتتعرف على ثراء ثقافتنا وأصالة قيمنا حين استقبلت حوالي مليون ونصف زائر أثناء هذه البطولة، واستطاعت تقديم كل الخدمات التي يحتاجونها الزوار من إقامة ومواصلات وطعام ..) ، وما زاد الحفل الختامي روعة بحضور أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم الذي سلَّم كأس البطولة للفريق الفائز وكان أجمل ما في هذا الختام، هو إهداء أمير قطر البشت العربي هذا البشت الرمزي والتاريخي والتراثي لأبناء الأمة العربية عامة، ودول الخليج العربي خاصة هذا البشت لم يكن تأثيره عادياً لما له من رمزية؛ بل سبب تعليقات عنصرية بين الأوساط الرياضية والنخب الإعلامية والسياسية بعد ارتداء ميسي البشت العربي، وهو يعتبر رد للهجوم الغربي المسيس باستخدام ملفات غير أخلاقية وشاذة والغرب يرون أنفسهم أنَّهم حديقة غناء وغيرهم أدغال موحشة لكن الرسالة الحضارية والإنسانية والحقيقية وصلت في أبهى صورة.
شكراً لدولة قطر على هذا العمل الكبير والتنظيم الرائع والذي أبهر العالم، ورفع رؤوس العرب عالياً بين الأمم هذه البطولة بتنظيمها بافتتاحها وختامها أظهرت قدرة الإنسان العربي، وأوضحت تاريخنا العربي والإسلامي من خلالها فقد كان افتتاحها عظيما وكبيرا ورأينا ما قام به الموهبة الشاب غانم المفتاح ورأينا الختام الرائع والعظيم، وما قام به أمير دولة قطر الفذ تميم بإهداء قائد الفريق الفائز هديه رمزية من رموز ثقافتنا وعاداتنا وقيمنا العريقة كل ذلك كان مؤزراً بدعم حكومة المملكة التي لم تألُ جهد في سبيل دعم الأشقاء في قطر في إنجاح هذه النسخة التي استمتع بها الجميع وأشاد بها القاصي والداني، وسيبقى أثرها طويلاً التي أزالت الصورة النمطية التي يحاول البعض إثارتها عن العروبة والإسلام.
د. محمد مسعود القحطاني
كاتب وباحث ومحلل سياسي