في الاجتماعات الكبيرة والعائلية وحتى العامة ( غير الرسمية ) يكون المجال مفتوحا للحديث وتبادله في كل شيء فلا قيود ولا جدول أعمال ولا خط أحمر ولا تكميم افواه تتحدث بماشئت وتسمع ما شئت ومالم تشاء بدءًا من تحليل المواقف السياسية ومرورًا بالفتوى الدينية والشأن الصحي والتعليمي ولا يسلم الشأن الخاص للأفراد والعوائل من تناول أمورهم الخاصة واسقاطها على طاولة النقاش إما مدحا أو ذم فليس هناك محظورًا على أحد لا يمكن المساس به إلا للأشخاص الإستثنائيين دينا وخلقا، الأمر هذا أمرًا عاديًا جدًا ولا خلاف حوله ولكن الخلاف فيما تحتويه الاجتماعات الصغيرة ومحدودة العدد والتي لا يتجاوز عددها ما بين شخصين إلى خمسة أشخاص هنا فقط يتم ليّ أعناق الأحاديث وتطويعها للنيل من الأشخاص في أشكالهم وأفكارهم وحتى أقوالهم.
( الغيبة )
غالبا الغيبة تنمو في اللقاءات الصغيرة اذ يشعر أفرادها بالثقة فيما بينهم ويسقطون الحذر بالضربة القاضية وما أدركوا أن النفس البشرية متقلبة وتخضع إرادتها لما تواجهه في الحياة
الاجتماعات الصغيرة تتمخض عادة عن ثقة هشة ومؤقتة لم تختبر جيدا يدور فيها الحديث باريحية وبلا تحفظ وغالبا هذه الاجتماعات إما بين اخوة أو أصدقاء مقربون جدا لا تكلف بينهم وهنا يسهل تناول الحديث في كل شيء لاسيما عن الأشخاص وتصنيفهم وتفسير تصرفاتهم وتحليل شخصياتهم وتبرير مواقفهم وكثيرا من حروب تُشن عليهم إما غيرة أو حسد أو بغضاء تقبض على القلوب ،
الاجتماعات الصغيرة أكثر خطورة من الاجتماعات الكبيرة والتي لا وقت فيها للنيل من الاشخاص إلا فيما ندر وبترتيبات مسبقة إن صح القول كانفراد شخصين أو أكثر وفي وقت سريع جدًا.
هناك من الموفقين الذين يحرصون على استثمار هذه الاجتماعات الصغيرة في الدعوة والتذكير ومنع ما يتسلل إليها من غيبة ويخرجون منها ولم يثقل كاهلهم ذنب ولا خطيئة وهناك من هم على العكس تمامًا وللأسف أن الفئة الأخيرة أكثرية إذ قد لا تخلو هذه الاجتماعات من أخطاء بالجملة في حق الغائبين عن هذه الاجتماعات المميتة.
الحاذق من يصنع من اجتماعه بإخوته وأصحابه بيئة صحية تتقارب فيها الأرواح وتسمو فيها الأنفس وتتآلف بها القلوب وإن بعدتها المسافات.