في أقل من عام فقدت قريتنا المكلومة ثلاثة من رجالها الأبرز ، على التوالي العم الشيخ علي أبو دبيل ثم الوالد الكريم غانم العابسي واليوم يلتحق بالركب العم الغالي علي بن سلطان؛ وكأن الثلاثة يتنادون سريعاً للرحيل لنقف بعدهم على أطلالهم ونتألم لفراقهم المرّ. هؤلاء الثلاثة كان مسارهم في الحياة متقارب وبينهم كيمياء مشتركة وعلاقتهم ببعضهم مختلفة عنوانها الود والمحبة والقوة، جمعتهم ظروف صعبة ووحدهم جوار جميل وفريد!. الحمد لله.
اليوم الأحد ٨ / ٦ / ١٤٤٤ هـ، غادر حياتنا أحد كبارنا في طريب ، رجل تعلقنا به وتعلمنا منه الصدق والإحترام وصلة الرحم والتغاضي وأجمل الأفعال وأقل الكلام، إنه العم أبو حسين علي بن سلطان بن منحي "رحمه الله" ذلك الإنسان الحكيم والشهم الوفي الذي تنطبق عليه صفة السهل الممتنع فهو قريب من الجميع مهما كانت تصرفاتهم وأطباعهم وفي نفس الوقت لا يمكنك معرفة تفكيره بسهوله، أما مواقفه الإنسانية وابتعاده عن الجدال والقيل والقال فهي معروفة لكل من عاش بالقرب منه وكنت أحدهم.. جزاك الله عنّا نحن جيرانك وأبناءك جنات عرضها السموات والأرض. وغفر الله لك كم كنت بنا أهل قريتك وأبناءك رحيماً ومتغاضياً وكم كنت قدوة بأفعالك وأقوالك.. رحمك الله كم علمتنا سلوك الخير وكم نهيتنا من مسالك الزلل وكم حذرتنا من ترك الواجبات.. لن أنسى ويدك على كتف أبي تقول له: ٧٠ عاماً ونحن جيران متعاونين لم نقف يوماً بباب محكمة لخصومة ولم نتقاطع للحظة واحدة. صدقت رحمك الله وكيف نتباعد او نتشاحن ونحن شركاء في كل شيء حتى الهواء والماء وفرحة العيد وحزن الفقد. كان رحمه الله من الأوائل بالمملكة الذين أتقنوا فن قيادة السيارات وصيانة المعدات الزراعية. علاقته بوالدي "رحمهما الله" ذات خصوصية وفيها مواقف مؤلمة، وكلاهما تعرضا لمواقف صعبة بل شديدة القسوة لكن عنوانها الوفاء والإخلاص والرجولة والكرم والصبر.
العم علي من ذلك الجيل القوي الذي جرب الحياة وقاوم شدتها ومصاعبها منذ الصغر وتحمل مسؤولياتها بشجاعة وصبر بلا حدود..
زرته للمرة الأخيرة قبل أشهر قليلة وحضرت معه صلاة المغرب في مسجده الخاص بمنزله ويعلم الله لم أجده كما كان فقد غابت البسمة ونحل الجسد وزاد الصمت، وبادرني بالقول : الله يغفر لأبوك، راحوا ، وحنا وراءهم عسى الله يحسن الخاتمة والله يستر عليك!.
أحزننا فراقك شيخنا الكريم وبعد اليوم يصعب دخول القرية من شمالها وأنت غائب عنها وكنت بعد الوالد نراك الوالد. البركة في أبناءك المحترمين، وكما كنتم الآباء نعاهدكم أن نبقى على نهجكم عائلة واحدة بإذن الله وسندعوا لكم ماحيينا.. العزاء لأبناءه المحترمين ولعائلته وللجميع ولطريب.
التعليقات 2
2 pings
غانم عايض القحطاني
01/01/2023 في 10:57 م[3] رابط التعليق
الله يرحمه ويغفر لله ويجمعه هو وولدنا العزيز غانم بن عبد العابسي في جنات النعيم اسأل الله انه يرحمهم ويغفر لهم ويوسع مدخلهم ونقهم من الخطايا كمى ينقى الثوب الابيض من الدنس
(0)
(5)
حسين س
09/01/2023 في 4:21 م[3] رابط التعليق
صح لسانك يا كاتب المقال وصدقت في وصف سيرة ابن منحي ، والحقيقة ام تفرط في مزايا بو سلطان وهو كذلك واكثر كما انك ذكرت لمحات من مزايا والدك غانم رحمهم الله جميعاً
(0)
(2)