في يوماً ما أهداني أحدهم خاتم من نوع فاخر من العقيق اليماني الشهير، اُعجبت به كثيراً، تفاخرت به حد العلو والرفعة، اُعجبت بشكله وبجودته وأناقته وطريقة صنعه اليدوية وهذا مازاده بريق ولمعاناً وأهمية بالنسبة لي، كان صغيرً بعض الشيء إلا أني كالعادة ذاك العنيد، تقلدت ذاك الخاتم.
وفي أحد الأيام حوالي الواحدة صباحاً أثناء توجهي للنوم شعرت بألم شديد فقد ضيق الخناق على أصبعي حاولت إزالته من دون جدوى، لجأت لتلك الطرق التقليدية لخلعه لكنني لم أنجح (وزاد الطين بله) أحسست بألم غير عادي ركبت سيارتي مسرعاً لأتوجه لأحد المستشفيات القريبة مني، وصلت الإستقبال لأتفاجى بكمية السخرية من أولئك الموظفين والقهقهة حتى وصل بهم الحال من السخرية إلى أن قال لي أحدهم ( اذهب إلى المنطقه الصناعية يشوفون لك حل ).
انصدمت لوهلة من الزمن، والألم يزاداد شيئًا فشيء غادرت ذاك المستشفى وغادرت طاقمهم الذي استقبلني بكل همجية ووقاحة.
بعدها توجهت إلى أحد المستشفيات وبشكل مخجل بعض الشيء اخبرت موظف الاستقبال بحالتي ليطمئنني بكل برود بعبارة (الأمر عادي) ثواني فقط وتم تحويلي إلى قسم الطوارئ ليباشر ذاك الممرض ورفيقته الممرضة بالجراحة الفورية وقبل كل ذلك بدأ يطمئنتي قائلاً : الوضع عادي لا داعي للقلق.
أحسست بالارتياح بعض الشيء فكوني وصلت إلى المكان المناسب، قل توتري استغرقت عملية كسر الخاتم ما يقارب ساعة وعشرة دقيقة كانت ممزوجة بالألم مع كمية شعور بالإمتنان، لم أقاوم الألم كانت ردات فعلي عنيفة بعض الشيء ، لا إرادية أحياناً، أرفع صوتي بغضب على تلك الممرضة فكانت تتقبل كل ذلك فأسلوبها إحترافي في كمية الرقي.
هنا فقط تذكرت الوصف الشهير ( ملائكة الرحمة) فهي من كانت تستحق ذاك الوصف، غادرت المستشفى حمدت الله على نعمة الصحة والعافية، رجعت إلى البيت أدركت تماماً أن اللطف بالمرضى هو إنسانية.
تقدير مشاعر المريض هو رقي، طمأنت المريض هي مشاعر.
وكعادتي لا أذكر بمقالاتي أسماء أو أشخاص أو جهات معينة بذاتها، إلا أنني هنا اتوجه بالشكر وعظيم الإمتنان لمستشفى الموسى التخصصي لحسن اختيار (ملائكته)، وأخص بالذكر تلك الممرضة قصيرة القامة عظيمة المبادى/ دينا مياس ولا أنسى الشكر الجزيل لمن أهداني ذاك الخاتم الجميل.
للقصة بقية …..
✏️بقلم: مروان الصالح