ماصاب الاشقاء في تركيا وسوريا من ضرب الزلزال في الأيام الماضية حزنا له كثيرًا وتقطعت قوبنا شفقة ورحمة لإخوننا هناك من كثرة الشهداء والمصابين والتدمير الكبير الذي أضر بالبلدين
وقد هرعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ال سعود حفظه الله وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان لنجدة وإغاثة الملهوفين هناك وفتحة منصة ساهم عن طريق تطبيقات البنوك لاستقبال تبرعات المواطنين والمقيمين وليس غريبًا على بلادنا المسابقة والمسارعة لنجدة المنكوبين فنهيب بالجميع بذل مافي الوسع لاغاثة إخوننا المنكوبين.
يا كرام
الزَّلَازِلُ والبَراكِينُ، والعَواصِفُ والفَيَضاناتُ، والكُسوفُ والخُسوف، واللَّيلُ والنَّهارُ، والشَّمسُ والقَمرُ، والحَرُّ والبَرْدُ، والنُّجومُ والأَفْلاكُ؛ كُلُّهَا مِنْ آياتِ تعالى، الدَّالَّةِ على وَحْدانِيَّتِهِ ورُبوبِيَّتِهِ وقَيُّومِيَّتِهِ، وعَظِيمِ قُدْرَتِه، وكَمالِ تَدْبِيرِه، واستحقاقِهِ للعبادة وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ الخَلْقَ كُلَّهم مُفْتَقِرونَ له، خَاضِعونَ له، ليس للطَّبيعَةِ في ذلك أمرٌ، ولا قُدْرَةٌ، فما أصابَنَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَنا، وما أخْطَأَنا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَنا.
ومِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى العظيمةِ على عِبادِه - والتي يَغْفُلُ عنها كثيرٌ من الناس:
نِعْمَةُ ثَباتِ الأرض؛ كما قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ﴾ [غافر: 64]؛ وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 61]. فاللهُ تعالى جَعَلَ الأرضَ – كما قال ابن كثيرٍ رحمه الله: (قَارَّةً سَاكِنَةً ثَابِتَةً، لَا تَمِيدُ، وَلَا تَتَحَرَّكُ بِأَهْلِهَا، وَلَا تَرْجُفُ بِهِمْ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ؛ لَمَا طَابَ عَلَيْهَا الْعَيْشُ وَالْحَيَاةُ! بَلْ جَعَلَهَا - مِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ - مِهَادًا بِسَاطًا ثَابِتَةً، لَا تَتَزَلْزَلُ وَلَا تَتَحَرَّكُ).
واللهُ سبحانه يَبْتَلِي عِبادَه بِالزَّلازِلِ والبَراكِينِ؛ لِيُذَكِّرَهُمْ بِنِعْمَةِ ثَبَاتِ الأرضِ، وبَسْطِها وتَسْوِيَتِها، وتَمْهِيدِها لاسْتِقْرارِ الخَلائِقِ على ظَهْرِها، والتَّمَكُّنِ مِنْ حَرْثِها وغِراسِها، والبُنيانِ عليها، والانتفاعِ بما فيها مِنْ خَيْراتٍ: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ [النبأ: 6، 7]، وقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 20].
قال ابن القيم رحمه الله: (وتَأمَّلْ خَلْقَ الأرضِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ، حِين خُلِقَتْ واقِفَةً سَاكِنَةً؛ لِتَكونَ مِهادًا، ومُسْتَقَرًا لِلحَيَوانِ والنَّباتِ والأَمْتِعَةِ، ويَتَمَكَّنُ الْحَيَوَانُ وَالنَّاسُ من السَّعْي عَلَيْهَا فِي مآرِبِهم، وَالْجُلُوسِ لِراحاتِهم، وَالنَّوْمِ لِهُدوئِهِم، والتَّمَكُّنِ من أعمالِهم. وَلَو كَانَتْ رَجْراجَةً مُتَمَايِلَةً؛ لم يستطيعوا على ظَهْرِهَا قرارًا وَلَا هُدُوءًا، وَلَا ثَبَتَ لَهُم عَلَيْهَا بِنَاءٌ، وَلَا أَمْكَنَهم عَلَيْهَا صِنَاعَةٌ، وَلَا تِجَارَةٌ، وَلَا حِراثةٌ، وَلَا مَصْلَحَةٌ! وَكَيف كَانُوا يَتَهَنَّونَ بِالعَيْشِ والأرضُ تَرْتَجُّ مِنْ تَحْتَهِم؟! وَاعْتَبِرْ ذَلِك بِمَا يُصِيبُهم مِنْ الزَّلازِلِ، على قِلَّةِ مُكْثِهَا، كَيفَ تُصَيِّرُهم إلى تَرْكِ مَنَازِلِهمْ، والهَرَبِ عَنْهَا؟!).
ومِنْ عَلاماتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى: كَثْرَةُ الزَّلازِلِ وشمولُها، ودوامُها؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ - وَهْوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضُ» رواه البخاري.
وهذه الزَّلاَزِلُ الدُّنيويَّةُ تُذَكِّرُنا بِيَومِ القيامَةِ، وأهوالِ الآخِرَةِ، فهي من أشراطِها، وتُذَكِّرُ بها؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ الزَّلاَزِلَ لها أَسْبابٌ وحِكَمٌ، ولا تَعَارُضَ بين السَّبَبِ والحِكْمَةِ، وصَاحِبُ القَلْبِ الحَيِّ لا يَخْلِطُ بينهما، ولا يَشْغَلُه السَّبَبُ المادِّيُّ عن الحِكمةِ الإلهية، ولا يكونُ حالُه كحال الماديِّين الذين لا يؤمنون بالله تعالى، ويَنشَغِلونَ بالأسباب الظَّاهِرَةِ عن التَّفكُّرِ في قُدْرَةِ الله وحِكْمَتِه؛ كما قال سبحانه: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7]؛ وقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [يوسف: 105].
ومِنْ حِكَمِ الزَّلازِلِ والبَراكِينِ، والعَواصِفِ والفَيَضاناتِ: أنها آياتٌ يُخَوِّفُ اللهُ بها عِبادَه، حتى يرجعوا إليه ويتوبوا، ويُقْلِعوا عن الذُّنوبِ والخَطايا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]. قال قتادةَ رحمه الله: (إِنَّ اللَّهَ يُخَوِّفُ النَّاسَ بِمَا شَاءَ مِنْ آيَاتِه لَعَلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ، أَوْ يَذَّكَّرُونَ، أَوْ يَرْجِعُونَ). ثم قال: (ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْكُوفَةَ رَجَفَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبُكُمْ فَأَعْتِبُوهُ")؛ أي: اطْلُبوا منه أَنْ يُزِيلَ عَتْبَه، بِتَرْكِ الذُّنوبِ، والتَّوبَةِ النَّصوحِ.
ومِنْ أَسْبابِ الزَّلازِلِ التي يُخْبِرُ بها عُلَمَاءُ الجيولوجيا: (ضَعْفُ القِشرةِ الأرضيَّة في مكانِ الزِّلْزال، أو انْضِغاطُ البُخارِ في جَوفِ الأرضِ فيُزَلْزِل ما قَرُبَ منه من الأرض). وهذه الأسباب لا تَنْفِي كَوْنَ هذه الزَّلازِلِ آياتٍ يُخَوِّفُ اللهُ بها عبادَه. قال ابن تيمية رحمه الله: (الزَّلَازِلُ مِنْ الْآيَاتِ الَّتِي يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ، كَمَا يُخَوِّفُهُمْ بِالْكُسُوفِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْآيَاتِ. وَالْحَوَادِثُ لَهَا أَسْبَابٌ وَحِكَمٌ، فَكَوْنُهَا آيَةً يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ هِيَ مِنْ حِكْمَةِ ذَلِكَ). فهي آياتٌ تُعْرَفُ بِالحِسَابِ؛ كما ذَكَرَ الفَلَكِيُّون، ولا يَتَعارَضُ هذا مِنْ كَونِها تَخْوِيفًا من اللهِ لِعِبادِه وتَحْذِيرًا، فاللهُ تبارك وتعالى هو الذي أَجْرَى الآياتِ، وهو الذي رتَّبَ أسبابَها؛ كما تَطْلُعُ الشَّمسُ والقمرُ والنُّجومُ في أوقاتٍ مُعَيَّنة، وتَغْرُبُ في أوقاتٍ مُعَيَّنة.
ولا بَأسَ بِنِسْبَةِ الزَّلازِلِ إلى أسبابِها: كَأَنْ يُقال: "سَبَبُ الزِّلْزالِ كذا وكذا"، مع الحَذَرِ التَّامِّ من الغَفْلَةِ عن حِكْمَتِها، وعن خَالِقِها ومُدَبِّرِها ومُقَدِّرها سبحانه وتعالى؛ فإنَّ تَدَبُّرَ ذلك يُحْدِثُ في القلب مِنَ الخَوفِ والخَشْيَةِ، والإِنَابَة.
تُصِيبُ الزَّلَازِلُ المؤمنين والكافرين، وما يَقَعُ لِبَعْضِ بِلادِ المسلمين من الزَّلازِلِ المُدَمِّرة ونحوِها؛
قَدْ يكونُ: مِنَ الابْتِلاءَاتِ التي يُكَفِّرُ اللهُ بِهَا السَّيِّئَاتِ، ويَرْفَعُ بها الدَّرَجَاتِ؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]؛ وقال سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]؛ وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» رواه مسلم.
وقَدْ يكونُ: عُقُوبَةً عَلَى المَعاصِي؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]؛ وقال: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]؛ وقال: ﴿ أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]؛ وقال: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النحل: 45]. ولَمَّا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه، حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ، فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ: «أَحْدَثْتُمْ؟ لَقَدْ عَجِلْتُمْ! لَئِنْ عَادَتْ؛ لَأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانَيْكُمْ» صحيح – رواه البيهقي.
وقَدْ يكونُ: ابْتِلاءً لِقَومٍ، وعُقُوبَةً لِآخَرِين مِنْ نَفْسِ البَلَدِ، وللهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ، وهو أعلمُ بِخَلْقِه: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].
ومِنْ رَحْمَةِ اللهِ سبحانه بِوُقوعِ الزَّلَازِلِ: أنَّه يَصْطَفِي بِسَبَبِها من الشُّهَداء؛ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» رواه البخاري ومسلم.
ويُسْتَحَبُّ - عِنْدَ وُقوعِ الزَّلازِلِ وغَيْرِها مِنَ الآياتِ العَظِيمَة: التَّضَرُّعُ إلى تعالى، والإنابةُ إليه، والإقلاعُ عن المعاصي، والمُبادرةُ إلى التَّوبةِ، والاستغفارِ، والإلحاحُ إليه بالدُّعاءِ، والذِّكْرِ، والصَّدَقَةِ، وغَيرِها من الأسبابِ التي يُسْتَدْفَعُ به العذابُ والنِّقَم. قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]؛ وقال سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33]. قال ابن تيمية رحمه الله: (السُّنَّةُ فِي أَسْبَابِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ: أَنْ يَفْعَلَ الْعَبْدُ عِنْدَ أَسْبَابِ الْخَيْرِ الظَّاهِرَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يَجْلِبُ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَعِنْدَ أَسْبَابِ الشَّرِّ الظَّاهِرَةِ مِنْ الْعِبَادَاتِ مَا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ الشَّرَّ).
مسألة مهمة.. إنَّ معرفةَ أَحوالِ الطَّقْسِ، ونُزولِ الأمطارِ، وحُدوثِ الزَّلازِلِ والفَيَضاناتِ، والبَراكينِ، وهُبوبِ الرِّياح، وتَوَقُّعَ ذلك؛ لا يَدْخُل في التَّنْجِيمِ أو ادِّعَاءِ عِلْمِ الغَيب؛ لأنَّها تُبْنَى على أُمورٍ حِسِّيَّةٍ وتَجارِبَ، ونَظَرٍ في سُنَنِ اللهِ الكونيَّة، فتُصِيبُ تارةً، وتُخطِئُ أُخرى، وليس فيها اعتقادٌ أنَّ للنجومِ تأثيرًا في الأحوالِ الأرضيَّة، ولا يُنافِي ذلك كون الزَّلازلِ والبراكينِ، والكُسوفِ أو الخُسوفِ آيةً من آياتِ اللهِ سبحانه، التي يُخَوِّفُ بها عِبادَه؛ لِيَرْجِعوا إلى ربِّهم، ويَسْتَقِيموا على طاعَتِه.
نسأل الله أن يرفع البلاء والضراء عن المسلمين في كل مكان
ويدفع عنا الزلازل والعواصف
والفيضانات والمحن والفتن ماظهر منها وما بطن إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير
اللهم سلم بلاد المسلمين من كل مكروه ،،،آمين .
كتبه الباحث في الشؤون الإسلامية والقانونية والإجتماعية / حمود سعيد الحارثي
واتس أب 0504743110
التعليقات 1
1 pings
نمحمد
12/02/2023 في 4:35 م[3] رابط التعليق
من أجمل ماقرأت في تعزية ومواساة أهل الشام ماكتبه السفير الأفغاني في قطر حيث يقول : أهل سوريا ..
مستهم البأساء قبل عشر سنين ..
ومستهم الضراء جوعا وبردا وتشردا خارج وطنهم ..
واليوم: زلزلوا ..
يقول تعالى في سورة البقرة وكأنه يخاطب أهل سوريا:
*{أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}*
فدخول الجنة يا أهل الشام لا بد من أن تسبقه مراحل التمحيص:
1. البأساء .2. الضراء .
3. الزلزلة . 4. تساؤل الناس متى نصر الله؟
فيكون جواب رب العالمين في نهاية تلك المراحل الأربع:
*( أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )*
نسأل الله نصرا قريبا لأهل الشام وفتحا مبينا يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ..
(0)
(0)