من أجمل خطب الجمعة والعيدين بطريب تلك التي كان يلقيها المشائخ، عوض بن فايز وعلي أبودبيل وسعيد بن شلغم وغيرهم رحمهم الله جميعا، يقرأونها مباشرة من كُتب كانت تباع في دكاكين الوراقين بالمملكة، وهي ذات محتوى شامل يميل للسجع، بسيطة المعاني ومفهومة للعامة وتغطي مناسبات أشهر السنة، يلقونها بصوت جميل وخاشع وبنبرات منخفضة وترتيل يشبه قراءة القرآن، وفي كل الأحوال مدتها لاتتجاوز نصف ساعة مع الصلاة. يؤخذ عليها التكرار وأحياناً يخطىء المطوع ويقرأ خطبة فضل شهر رمضان ونحن في شهر محرم. والعذروب الوحيد كان تأخير الخطيب صعود المنبر والقاء الخطبة فينام بعض المصلين ويشعر الكثير بالملل. لكن يازينها مع ما جاء بعدها. تغيرت الأحوال وأنفكوا علينا قليل من الغمار المتحمسين وبرز قلة منهم في مجال الدعوة الخشنة وبعضهم تأثر دون علمه بتيارات قشرا خربطت حياة الناس وتلاعبت بالدين في عموم البلاد ولها أهداف مثل تيار الإخوان والفوضويين الأحباب مع أن هؤلاء ضاعوا في أمواج سيل حاشد هائج مائج، شاع وراع، سمي بالصحوة. هذا كان وأنتهى وكفانا الله شرور من أرادوا تخريب البلاد وضرب العباد ببعضهم وتخريب مانحن فيه من عبادة وتعاليم ونعم وسماحة وخيرات كما فعلوا بديار أخرى حولنا. مالنا في الطويلة، المهم سلمكم الله أن بعض من الشباب الحامش المدرعم حينذاك جاءتهم الفرصة على طبق من خصف فعذبونا بحسن نية وروعونا بلا قصد وحبسونا كل جمعة من منبر الجامع تسعين دقيقة ونحن نتلقى الوعظ الشديد من هذا الفتى المصطح المتعافي تبارك الله، صحيح أن هذا في حينه ربما لين قلوب بعض المتقاطعين والمتخاصمين على شبرين أرض خلف الشبك مع أنهم بمجرد إنتهاء الخطبة يتخابطون من جديد. عموماً الله لا يعيد تلك الجضات بصوت عالي ومفاجىء تضخمه المايكروفونات بشكل مخيف فلا تعلم هل المتحدث من الأنس أم الجان، فجّروا أذانينا وارعبونا. الحمد لله هم أنفسهم تغيروا للأفضل ونحن معهم بفضل الله وكرمه، سامحناهم وندعوا بالخير لهم ونتمنى عليهم تعويضنا بتلاوات مريحة للقلب مع تقديم صحون البر والسمن وعسل أصلي لا يباع في السوق. اليوم أمورنا طيبة بفضل الله وتدبيره وجوامعنا يشع منها الجمال وصناعة الحياة وعمارة والآخرة.
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6624384.htm
التعليقات 1
1 pings
سالم
31/03/2023 في 6:02 ص[3] رابط التعليق
اخينا الغالي عبدالله استانس بمتابعة مقالاتك .
من قرأ مقالك هذا ظن ان عدد الجوامع 50 او 60 بينما كانت في ذلك الزمن 3 او اربعة
والخطباء هم أنفسهم الذين ذكرت وأتى بعدهم من اهل طريب خطباء أدوا دوراً يشكرون عليه .ولم نعهد منهم سوى النصح والاعتدال في الطرح .
اما بخصوص رفع الصوت فيبدو ان المدنية جعلت من مسامعك حاسة حساسة اما اهل الديرة فقد اعتادوا على الخشونة ورفع الصوت فانا اعتذر لك نيابة عنهم .
(0)
(0)