شيّاب طريب السابقين الأصليين - من حيث الأصالة الفكرية والوعي - كانوا يفخرون بماضيهم ويحتفظون بمكاسبهم ومراجلهم حتى على مستوى الخناجر والبنادق وصيانة ما خلفه لهم آباءهم وأجدادهم ويحافظون عليها، بل ويطورونها ثم يسلمونها لمن بعدهم. لا يُعلم أن أحدهم هدم بيت بناه والده أو جده ولم يقال ان فلان فرّط في شيء ذو قيمة رمزية ومعنوية لعائلته وعشيرته فكيف إذا كان ذلك الشيء له قيمة تاريخية وسلالية يثبت من أنت وأين نشأت وماذا قدمت لمجتمعك وديرتك. هذا سابقاً، فماذا عن اليوم؟!، بدون زعل والحال من بعضه، بنظرة متأنية لثلاثين عاماً مضت وحتى اليوم سنجد أن جيلين تقريباً أحدهم يعتبر شيّاب اليوم - لك عليهم - ومعهم جيل أبناءهم المودرن، هؤلاء همّهم تدمير ما صنعه الآباء، أو تجاهله، أو تركه يدمر نفسه وينتحر. أيش هذا؟،ّ كل قرى المحافظات تحافظ لى تراثها وتصونه وتفاخر به وتجعل منه رمزاً للمكان وسكانه، بينما إنسان طريب يدمر تراثه ويتجاهل موروثه المحلي.. عفواً، بل خربنا كل قديم جميل من الآثار التي هي أملاك لنا لا تقدر بثمن. قرى رجال الحجر ترفع الرأس وشبابها وشيبها يقدمون لنا أجمل ما يسر العيون والنفوس، وكل عام يُعيدون بناء ما أنهدم ويطورونه ونحن بطريب نهدم في كل عام بيت قديم وبئر قديم ورمز قديم كلها تعبر عن تاريخ الوادي الأصيل وجهد إنسانه وصبره وإنجازاته!. هناك من باع بيت عائلته الأثري المهجور لأشخاص قادمين لا يهمهم تاريخ الوادي وليس لهم به أي علاقة!. هل هذا إيجابي أم تخريب مضاد لمشاريعنا التراثية الوطنية التي تقول ماضينا اساس حاضرنا ومستقبلنا. قرية "لاهمة" قرية توقعت أنها ستتحول لمشروع ليس له مثيل بالمنطقة بأكملها، وإذا بها تتساقط وتندثر.
سلمكم الله الواضح أننا شياب اليوم "الجُدد" مهمتنا تخريب ما بناه شيبان الأصالة والقوة والعزيمة. وليتها بقيت على مبنى الشايب. هل شعارنا طيحوها واهدموها وجرّفوها وبيعوها على أبو شنب ببضعة الآف فهذا طموحنا جميعاً؟، حتى نحن المتفلسفين عن بعد ماذا قدمنا!. لكن أيش رايكم بعد العيد نزور قرى رجال الحجر وبني بشر ونتفرج على مافعلوه بتراث أباءهم؟. لو كنت لاهمياً لقدمت كل ما أمتلك بها مجاناً ليصبح رمز لي ولأبي وجدي وإبني من بعدي. طيب خلونا نتساعد ونحافظ عليها كما هي على الأقل.
غداً نلتقي بمشيئة الله.