من وقت لآخر كلما حدَّثَ جوجل خرائطه الفضائية أقوم بجولة عبر الشاشة على كثير من مناطق بلادنا الغالية وضمنها طريب وبعض الأمكان خارجها، وبالتحديد تلك التي وقفت يوماً بها شرقاً وغرباً ومنها مثلاً شارع "ساري أرباط" بقلب موسكو بالقرب من الكرملين الروسي. والإسم أصله "شارع الرباط". والبحث التاريخي متاح لمن يرغب. وما أجمل سمرقند بأوزبكستان وأثارها العربية وقبر الراوي الإمام البخاري رحمه الله. "جعلوه مزار"!. الصور الفضائية مذهلة واستخداماتها أصبحت جزء يومي من حياتنا. ولمن يرغب رؤية بعض الأقمار الإصطناعية العابرة ليلاً في سماء طريب فما عليه غيرأن "ينبطح" على ظهره في مكان مظلم بليلة صافية وغير مقمرة وسماءها صحو خالٍ من أي سحب ثم يرسل نظره للسماء ويركز قليلاً في مساحة كبيرة وسيرى بعض الأقمار وهي تمر صغيرة جداً، منها سريع ومنها الأقل سرعة. غرباء يشعر بعضنا!. تحولات خرافية ومتغيرات عصفت بنا، من يصدق أن قروياً درس حافياً لأسرة فقيرة وأنهى الثانوية بقرية ليس بها كهرباء ولا دورة مياه صحية، وبعد سنوات ثلاث قاد طائرة وهو حينها لم يجلس خلف دريكسون لأي سيارة قرنبع!، أحترمه كثيراً فهو زميل نجيب كان وسيماً مقطباً، عرفته كالنمر واليوم أصبحنا هروش نتذكر الطموح والعقبات والفقر والعناء ومشكلتنا أننا ننتقد كل شيء حتى الهواء وسوق الأغنام والخطباء والفضاء وأعضاء المجالس وسوق الثلاثاء ولا يهون السبت. تلك أيام خلت أغلبها مرارة وصراع قتلت المتعة للأبد. وكم يحز في النفس أن ترى اليوم في قرانا شباب يترنح في الشوارع رأسه معصوب كالشيطان ليس له طموح أكثر من إمتلاك شاص وقطعة سلاح ناري!. كم هو مؤلم أن يفشل الشاب في دراسته اليوم بلا أي مبرر. بصراحة لو كنت والزميل الهِرش مسؤولين بطريب أو المضة لجمعناهم بالمشعاب ودرسناهم على حسابنا بأي مدينة سعودية ناعمة لا تقبل بعصب الروس ولا الدواجين في الشوارع ولا يهتمون بالدراسة. بالغصب نخليه يصير رجال ومتعلم وشقردي وطير شلوى!. المحافظات عدد سكانها قليل ويفترض أنها خزان ينتج الناجحين. طريب جميل من الفضاء خاصة الشّعاب والجبال والأودية النظيفة، لكن الصور الفضائية تظهر لك العشوائية القديمة ومنها منطقة السوق وموقع مسجد العيد القريب منه والجامع الكبير، كلها "زحمة" مالها داعي وكان بالإمكان مباعدتها وارض الله واسعة. ربما التفكير مفيد لو وضع سوق الغنم بأعلى سهلان صوب الجبال، وسوق العلف في جهلان. ليش لا وكلها آن في آن، وتبقى الساحة الحالية سوق بشري مرتب. إلى لقاء..
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6624578.htm