تذكرت تعليق الأخ المحترم الذي رمز لإسمه بـ سالم على مقال خطيب الجمعة، وأشار لحساسية سمع المهاجرين من الوادي عفا الله عنهم وتأثرهم بالمدنية والأصوات الرخيمة، وأتفق معه لكن ليس كذلك، فالحقيقة أن ضعف السمع أعانيه فعلاً لأسباب مهنية سابقة، وللإنصاف ليس بسبب جهيض المايكروفونات القديمة سواء خطباء بعض المساجد أو حفلات يحييها شعراء أصواتهم كصوت المناشير الحديدية، هذا فقط لتبرئة مطاوعتنا الشباب سابقاً الكهول حالياً حفظهم الله. وبالمناسبة كنت إمام رمضاني بمصلى قريتنا خلال دراسة الصف السادس ألإبتدائي والأول المتوسط مكرر "إخفاق "، ثم مرحلة تكملة المتوسطة والثانوية بالرياض بمرتب 600 ريال شهرياً من وزارة المعارف كبدل إغتراب، ومع ذلك لم أقتنع بأن هناك بالقرية من هو أفضل مني وأقرب وأجود لقيادة صلاة التراويح، فأعود في أول يوم من الإجازة مع أول قلاب أو جمس حوض حرصاً أن لا يسبقني أحد، ويارب عفوك يبدو عندي شك في أن بعض الصلوات لم تكن مكتملة الشروط والأركان، وفي أحدى الليالي نسيت ورقة دعاء القنوت وتلعثمت وخبَّصْت كل شيء، وتلخبطت ولا أعرف كيف أنهي الموضوع، فأنقذني المحترم أخي الكبير علي بن حسين بن منحي أبو هادي حين قال "وصلى الله على النبي"، التقطتها فوراً وسجدت، وبعد التسليمتان قال أحد الآباء المُربين بالقرية بما معناه "من لحظة شفت ثوبك طويل وفيك ريح داخن وأنا داري إنك ماااش".
من بعد هذا التوبيخ وأنا كالوحش في المحراب بثوب قصير ونظيف، والمجيء مباشرة من البيت للمصلى دون المرور بغرفة عمال مزرعتنا والتطيب برائحة دخانهم أبو بس الأصلي والآخر الأزرق الداكن وغيرت التكتيك لتناول الشاي الصعيدي وسماع أم كلثوم بعد الصلاة وليس قبلها. أظن بل أحتسب أن إمامتي تلك للحارة المنكوبة وقراءتي المُركزة هدى الله بها الكثير ومنهم الأخ قالط بن دريس لأنه كان حينها من الصف الثاني عمراً، مع أنه لم يثني أو ينسب الفضل لأهله وهو الوحيد الذي كنت لاحقاً أبحث عن الجامع الذي سيخطب به وأحضر فهو إبن قريتي وعائلته من أعز الجيران ووالده رحمه الله كان إمامنا وكنت كاتب رسائله السرّية ونحن وإياهم جيران منذ قرن تقريباً، وكل شيء فيهم ومنهم جميل، إسم عائلتهم "الدريس" عذب وفريد "كلاسك مودرن وتاريخي ومتحضر ونطقه سهل بكل اللغات" مقارنة بالرباعي المجاور لهم: آل العابسي وآل غثيث، آل منحي، آل خريب، لا يوجد مقارنة من حيث المعنى ورنة الإسم مع أسماءنا التي تشبه دوار الساعة بطريب، يضايقك شكله ويقلل من الرؤية وما تصدق تعديه بسلام.
غداً نلتقي إن شاء
التعليقات 1
1 pings
سالم
04/04/2023 في 3:42 ص[3] رابط التعليق
سالم معك مرة اخرى
احييك كاتبنا الموقر
واشكرك على التعقيب
احسنت في ثناؤك على الدريس ونعم الاسرة ويستاهلون المدح
الستر طيب ولكل منا ماضي قد يتخلله بعض الهفوات فنسأل الله المغفرة
جميل ان تقوم بعمل جليل فتؤم الناس في التراويح والاجمل ان لا تنشر ما ليس جميل
اذا رأيت أنه لم يعد هناك محتوى مفيد فليس شرطا ان تكتب وكأنك تسوّق للدخان ومسمياته وسماع الاغاني وخاصة في رمضان فما تظن اننا نستفيد من ذلك كمتابعبن لكتاباتك
اتمنى ان تبقى في القمة بمحتوى يليق بك وبمتابعينك
يقول الدميري : قد رشحوك لامر ان فطنت له .. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل