كم شخص عاش بيننا يعاني المرض وهو لايعلم ومات قهراً بظلم وتجاهل من حوله؟!. غول ينتشر حولنا وفينا ولا أحد يوليه الإهتمام اللازم بل نقابله بالتجاهل. هذا الغول ضحاياه إخوة وأخوات لنا يعيشون معنا وبعضهم كان سليماً مميزاً وذو إيجابية ويتفاعل مع الناس وله أهمية شخصية وعملية. فجأة تنطفىء شمعتهم، انعزلوا أو أنطووا أو أبتعدوا عمّن حولهم ولم يعد لديهم رغبة لرؤية أصحابهم ومعارفهم وأقاربهم، يرفضون الزيارات والمشاركات الإجتماعية.. هؤلاء كُثر وفي كل مكان تجدهم، إنهم حواليك وربما في عمق دارك، ستراهم لو فتحت قلبك وحركت إنسانيتك وكنت رحيماً بهم فقد أصابتهم أمراض قهرية أو تعرضوا لمواقف مؤلمة هاجمت نفوسهم وليس لهم فيهم يد. ثلاثة أشخاص عرفتهم ولا يزالون معنا تعرضوا لظلم عظيم لأن من حولهم لم يتفهموا لظروفهم وإصاباتهم الداخلية وجروحهم العميقة وبدلاً من مساعدتهم تُعُوْمِلَ معهم بالعنف والتأنيب بناء على تصرفاتهم وما يبدر منهم ظناً أنهم متمردين أو خبثاء أو يستعبطون ولا شيء يناسبهم غير الشدة والعقاب والتهزيء والضرب!. أرحموهم يرحمكم الله فهؤلاء مجروحين ومصابين ويحتاجون للعطف والرحمة والعلاج المختص والتقدير والتعزيز من الأسرة والأقرباء ليعيشوا شيء من حياتهم بشكل يليق بإنسانيتهم وكرامتهم. والله العظيم ستجدهم حولك إن حكَّمت ضميرك وعلمت أن الله قادر على كل شيء. الشدة والتنمر ليست على هؤلاء المكتئبين. أين "رحماء بينهم". هؤلاء يموتون بيننا ونحن السبب. التضحية والتطوع يتطلبان الصبر ومساعدة الغير. لماذا نحن قاسين ومتوحشين، هذا يدّعي الفضيلة والإستقامة وذاك ينبه مستنكراً لأصوات موسيقية بفيديو توعوي صحي أو أمني بينما هو ذاته ظالم لبيته وأم عياله ومكشراً في وجوه أسرته ولا يبتسم في وجه والدته التي تتحدث اليه فيرد عليها وكأنه مديرها وولي نعمتها؟ّ!. هؤلاء موجودين ومتأكد من أنهم بيننا، يتطاير من عيونهم الشرر، يعقّدون أبناءهم ويمرضونهم حتى يفشلون في حياتهم.. مهلاً .. هؤلاء أيضاً مرضى وعلاجهم هو القرآن والطبيب المختص والمجتمع المتعاون ورعاية ابناءهم. لكن أين المجتمع المتكاتف المتواضع لبعضه؟ حتى أهلنا في طريب خلاص غالبهم ماعاد يسأل عن الجار والقريب والصديق والضعيفه والمحتاجة والفقيرة أم العيال المطلقة. تبقى لي في طريب 11 صديق وزميل وفيهم بركة، و 3 من نساء الوادي كبار السن أمهات لزملاء وجيران أتصل بهن أحياناً للسلام والإطمئنان ولا يحتاجون لغير ذلك. مصيبة أن تموت بطيئاً ولا أحد من أهلك يشعر بك ويساعدك. غداً نلتقي، تقبل الله منكم.
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6625135.htm