بداية سمعنا عن التدريبات الصاروخية النووية التي سيقوم به الجانب الروسي، وتقوم هذه التدريبات على صاروخ يارس RT-24] Yars] الذي تصل قدرته التدميرية حتى واحد مليون طن ويصل مداه حتى ١٢ الف كيلو وتفوق سرعته ١٤ ماخ مايفوق سرعة الصوت، و مايجعلنا نتحدث عن رقم فلكي في سرعته وقدرات كبيرة أيضاً في المناورة، وجهداً فائقاً على تخطي الدفاع الجوي، و أن الغرض من هذه التدريبات هو إظهار القوة النووية الروسية التي لم تأت من فراغ إنما جاءت في وقت فشلت فيه أمريكا باختبارات لصاروخ يصل مداه إلى سرعة الصوت مثل روسيا ، وبعيداً عن السخرية الروسية على واشنطن ، ننتقل إلى مايهم في الحرب الروسية الأوكرانية فقد كانت تسير ببطء لكن بثبات من الجانب الروسي، إلا أننا نشهد خلاف ذلك هذه الفترة من تحولات سريعة وغير متوقعة تتابعت بعدما أدخلت القوات الروسية دبابات ال T-72]] بي ثري إم ودبابات T-90]] التي اقتحمت خط المواجهة أمام الدبابات الغربية إضافة لدبابات أخرى يتم التسريع في ايصاله للجانب الأوكراني كدبابات ابرامز الأمريكية وتشالنجر البريطانية بالإضافة لليوبارد-تو Leopard 2 الألمانية وهذا ماتخشى روسيا دخوله
نقاط مكتسبة واستفزاز
بعد نجاحات وتقدم على أرض المعركة لصالح القوات الروسية التي تمكنت من اسقاط صواريخ هيمارس M142 الأمريكية وقذائف ذات قطر صغير من ال"جي ال دي" والتي تتميز بصعوبة تعقبه بعدما تخترق مدى محدد تتحول إلى كتلة باردة لا يمكن ملاحظتها عبر أنظمة الرادار أو أنظمة الدفاع الجوي لعدم خروج أية حرارة منه تمكن تحديده ماخلق إشادة كبيرة للتفوق الروسي وزاد الامتعاض الأمريكي ونفي هذه الأخبار..
كما تناقلت الصحف العالمية مؤخراً خبر سقوط مدينة مارينكا الأوكرانية والذي كان أمراً مستبعداً من الجانب الغربي والأمريكي وأن هذه التطورات جاءت متزامنة مع قيام قوات فاغنر بالهجوم على أكثر من محور ماجعل باخموت قاب قوسين أو أدنى من السقوط الأخير وهناك تقدم وضغط من القوات الروسية في محيط مدينة افيتكا والتي تم تطويقها من ثلاث جهات ما أحدث ربكة وتوتراً شديدين في صفوف الجيش الاوكراني حيث بدأوا يتشتتون في قتال الروس وخلق فارقاً عزز من إحداث تقدم كبير في افيتكا وباخموت
والذي دفع "زيلينسكي" للاعتراف بمأزقية الوضع هناك رغم " حمى التسليح" والدعم بعشرات مليارات ذهبت وعشرات مليارات أخرى قادمة والذي كان حاصله خسارات متتالية دون توقف في ظل امتعاض وغضب بين الساسة الغربيين اللذين أكدوا أن أوكرانيا تستنزف كافة المخزونات التسليحية لديهم دون تقدم يُذكر..
مجزرة البنوك
بالإضافة لتأثير الحرب على الاقتصاد الأمريكي و الفرنسي والألماني حيث أدت تداعيات هذه الأزمة على أوروبا كلها والغرب، من خلال افلاس بعض البنوك ماسبب هلع في قطاع المصارف كإنهيار "سيغنتشر" و "سيلكون فالي" في الولايات المتحدة
وخلق زوبعة مايسمى بتأثير الدومينو فبمجرد سقوط قطعة واحدة ستؤثر على كل القطع الأخرى وهذا السبب هو الذي هز ثاني أكبر البنوك السويسرية مثل كريدي سويس
حيث تجري مفاوضات من أجل الاستحواذ عليه وانقاذه وبنوك أخرى مهمة مثل "دويتشه بنك" وهي من أكبر بنوك المانيا ومظاهرات تدعو لإيقاف هذه الحرب وهذا الدمار الكبير..
نوه بعض الخبراء سابقاً لهذا المنزلق الخطير وأنه كان مخطط له من قبل موسكو
بل وربما كانت خطة بوتين إضعاف بل وإنهيار اقتصاد الدول الأوروبية والولايات المتحدة اللذين عملوا جميعاً على إضعاف روسيا وتهميش دورها، كما شاركوا في تفكيك الاتحاد السوفييتي السابق، وبات المشهد أقرب لانتقام.!
لكن مراقبين توقعوا أن تصعّد روسيا من وتيرة الحرب في أوكرانيا في الأيام المقبلة وهذا مايحدث الآن ..
حرب السواحل
وبمشهد ليس ببعيد عن الاقتتال الجوي والبري هناك حرباً تدور في السواحل بعدما التحقت غواصات بيلوقرود و ياسن-إم باسطول المحيط الهادي الروسي وهي معنية بالردع الاستراتيجي المزودة بتوربيدات نووية "بوسيدون" ب٢ميقا طن قدرة انفجارية والتي يتم وصفها بقنبلة تسونامي..
ومن المقرر أن يتم وضع ثلاثون توربيد بوسيدون على اسطول المحيط الهاديء ، مايعني أن هذا الاسطول سيقوم بعمليات ردع استراتيجية ضد الساحل الغربي الأمريكي بالكامل وتحديداً أمام المدن البارزة كلوس انجلوس ماجعل التهديد هنا شديد اللهجة حتمي ومباشر
ولطالما تميزت ردود فعل بوتين بالتصعيد فإن اتخذت ضدي إجراء أو عقاب فأنا أتخذ أضعاف هذه الاجراءات مايزيد من تصعيد تحركات مكثفة وتداعيات حقيقية تشير لحرب عالمية ثالثة، خاصة بعد هجوم "بطرسبرج" والتي أودت بحياة " فلادلين تاتارسكي" وهو أبرز مراسل حربي مؤثر في روسيا ذو شعبية ساحقة ومن أهم أصوات بوتين في حربه ضد أوكرانيا
الملاحظ هنا أن روسيا تزيد من نبرتها النووية والذي جاء كرد فعل من بوتين تجاه أمريكا التي عززت دول اوروبا بتسليحها نووياً..
كما كان للجانب الصيني موقف تدخل كونه الحليف الروسي المقرب إذ أن التحالف الان أصبح استراتيجياً بعدما طلب المندوب الصيني رسمياً بإلغاء اتفاقيات التشارك النووي ، و شدد على ضرورة امتناع أي دولة نووية عن نشر أسلحة نووية في الخارج مشيراً هنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فعندما يطالب الغرب روسيا بالتوقف عن مثل هذه القرارات فالأولى أن يتم مطالبة أمريكا بالمثل.