عفوا على استخدام مفردة ( القطيع ) والتي لا تطلق عادة إلا على العدد الكبير من الحيوانات، كأن يقال ( قطيع من الأغنام أو قطيع من الذئاب ) والتي تسير في مجموعات تميل حيث مالت إحداها وتتبع خطاها دون تفكير! إذْ قد تسلك طريقا وعرا وشاقا فيتبعها بقية القطيع دون تفكير أو تمييز، مما قد يؤدي به إلى الهلاك..
ليس بالضرورة أن يتزعم القطيع الأذكى أو الأكثر حكمة أو حنكة فقد يكون زعيم القطيع متهورا أو غبيا أو ساذجا ولكنه قد يمتلك القدرة على التأثير فيتبعه السذج أحيانا..
ثقافة القطيع تبدو مظاهرها جليّة في كثير من المجتمعات الكبيرة والصغيرة وفي أغلب المجالات فترى أحدهم يتزعم المجموعة ويتبنى فكرة معينة ويمررها للقطيع الذين يتبعونه دون تحليل أو حتى سؤال عن الفكرة وجدواها!
وكأن التابع مسلوب الإرادة أمام المتبوع! لاسيما حين تكون تلك الفكرة طائشة، أو متهورة، أو خارجة عن المألوف، أو تصادمية مع قيم المجتمع وثوابته، ولكن في تبنيها مصلحة لقائد القطيع المغلوب على أمره مغيب العقل..
ثقافة القطيع تظهر في المجتمعات الأقل تعليما، الموغلة في دياجير الجهل، فالجاهل عدو نفسه وأسير لمعتقدات قائده، وقد يكون مع جهله معاناته من اليأس والإحباط فيستسلم لمن يقوده بلا وعي منه واكتفى بالآخرين ليفكروا عنه ويقرروا له وكأن عقله في سبات عميق إذ حين يتلبس ثقافة القطيع فهو يتنازل بارادته عن عقله لهم
ان تدرك أن عقلك ملكك وحدك ترفض أن يحركه غيرك وتسعى لإن تعيد له وهجه وتزيل ما علق به من صدأ الاستسلام فأنت في الطريق الصحيح ثم أن الثقة بالنفس هي أولى خطوات التحرر من هذه الثقافة، وكسر قيودها، والتفكير الإيجابي والعميق في كل الأمور وعدم تسليم العقل للآخرين، والتخلي عن الاستسلام بلا إدراك لكل من يرى نفسه الأفضل منك، والأقدر، والأجدر بالتقرير وكأنه وصيّ عليك! لاسيما وأن لديك كل مقومات النجاح والقيادة والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة..
وأخيرا إياك أن تكون ( إمّعة ) أو قالوا فقلنا فقد قيل أن الشك أحيانا طريق اليقين.
أ. جواهر محمد الخثلان