ليس كل مسافة مسافة فالمسافات لا تقاس بالمتر فقط هناك مسافات غير مرئية وليس لها مقاسات إلا مقاسين فقط إما قرب أو بعد فهي لا تقبل القياس ولا التجزئة تلك هي المسافة الروحية بينك وبين من أو ما تحب سواء كان شخص او فعل او حتى هواية إذ حين تحب شخصا ما تود لو تلازمه وتطمئن عليه وتحاوره وتشاركه مخاوفك تفرح لفرحه وتخاف عليه من أحزانه وتكون له في أقرب نقطة من المسافة التي تفصلك عنه ، علاقتك به أقوى من أي شيء آخر حتى وإن لاح في أفق هذه العلاقة ما يكدرها لا يعني لك هذا الكدر شيء فأنت تثق جدا بصدقه معك وقربه منك .
المؤلم في أمر هذه المسافات الروحية أنها تحضر أحيانا بلا سبب بيّن أو واضح إذ تشعر انك تبتعد او يبتعد عنك من كنت تظن أنه توأم روحك
تكون المسافات الروحية قاحلة ومقفرة حين تهزمك نفسك بالضربة القاضية وتفرض عليك بل تمنعك من التواصل مع من تحب وانت لا تعلم لذلك سببا هو شعور داخلي يتشبث بروحك رغما عنك فتهجر صديقك او قريبك أو قلمك او مرسمك أو حتى غرسك الذي بذلت فيه الكثير من الجهد فتسقط طريحا للوهم أن تواصلك مع من تحب ينهك روحك ويتغذى على صفاء نفسك واستقرارها .
المسافات الروحية مسافات وهمية ( إن شئنا ) فنحن من يصنعها بل نتوهمها ونتخيل ان الطريق للوصول إليهم شاقة وموحشة بالمكابرة والعناد وتأخذنا العزة والأنفة برفض التصحيح والرجوع الى طريق الحب والسلام.
المسافة الروحية خط وهمي بينك وبين من وما تحب فلا تجعلها تفسد عليك يومك او حتى علاقتك بكل ما تؤمن بأنه الأقرب لك حتى وأن جفاك أو هجرته أنت.
بقلم✍🏻 أ. جواهر محمد الخثلان