السعودية تدخل في كل عام سباقًا وتحديًا جديدًا مع نفسها، وفي كل موسم للحج نجد أن الكثير من التجهيزات لخدمة ضيوف الرحمن تُقدم بشكل يفوق ما سبق وكل هذا يحدث برعاية ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان.
فدائمًا تحرص المملكة على أن تكون هناك بصمة واضحة للتغيير والإبتكار والإبداع، وأبسط الطرق للتعرف على ذلك متابعة السوشيال ميديا التي تكتظ بمقاطع مصورة تكشف عن مدى إنبهار الحجيج وإعجابهم بالتجهيزات التي صنعتها المملكة حتى تجعل الحج أكثر سهولة ومرونة في أداء شعائر فريضة الحج.
وليس من باب المُباهاة أو التفاخر إلا إنه إحقاقًا للحق فإن وطني يُثبت بجدارة في كل عام إنه قدم أفضل ما يمكن أن تقدمه البشرية من تكنلوجيا ورعايه وحفاوه من أجل خدمة ضيوف الرحمن، فالمملكة تستقبل في هذا التوقيت من كل عام الملايين من البشر من مُختلف أنحاء العالم، ولعل هذا يحتاج إلى قوى كبيرة للتأمين والسيطرة على هذا العدد الضخم من الوفود، وتقديم أفضل الخدمات لهم خاصة من المُسنين والسيدات والأطفال، وكل هذا يتطلب فترة طويلة مُسبقة من التجهيزات.
ولا عجب فإن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الأول في العالم فى أمن التجمعات وإدارة الأفواج.
والحقيقة أن دور جميع القطاعات يُعد دورًا بطوليًا، وبحسب الاحصائيات المُتداولة هذا العام فإن ذلك الموسم يعد الأضخم من حيث زيادة عدد الحجيج بعد إلغاء بعض الاشتراطات الصحية الخاصة بفيروس كورونا، حيث بلغ عدد الحجيج نحو 3.2 مليون حاج من مختلف انحاء العالم، كل هذا العدد بطبيعة الحال يفرض وجود زيادة في معدلات الرعاية الطبية وهذا ما يكشف عن مدى قوة وزارة الصحة، ويكشف أيضًا أن هنالك حالة من التعاون المُشترك بين جميع أجهزة الدولة من أجل تيسير أداء مناسب الحج.
المُهمة البطولية لأجهزة الدولة لم تنتهي إلى هنا فحسب، فميناء جدة الإسلامي استقبل أكثر من 1.7 مليون رأس ماشية من 81 سفينة لإحياء شعائر النحر، وكل هذا يتم وسط اشتراطات صحية ومُراقبة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال اي ينكر أحدًا على رجال وزارة الداخلية دورهم في تأمين والمُشاركة في ذلك تنظيم كافة التفاصيل المُتعلقة بموسم الحج، وذلك بتوجيه من وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، فرجالنا الأقوياء الأشداء الذين ينتمون لوزارة الداخلية يعملون ليل نهار من أجل تأمين الحجيج، ورعايتهم ومراقبة كل من يريد أن يستغل هذا الحدث الديني في أمور اخرى، وكم اود الإشادة بالرسالة التي وجهها أمن الدولة على لسان قائد قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة اللواء ركن محمد بن مقبول العمري خلال المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج في مكة والتي حذر من خلال كل من يحاول « يسيس» أو يخل بسير موسم الحج، وهذا ما يعني أن هنالك يقظة أمنية قوية استطاعت أن تكشف تلك التوجهات لبعض الحجيج.
وأن الدولة بجميع أجهزتها ومواطنيها، تفخر بخدمة الحجيج وتعتبرها أعظم النعم التي منَّ الله بها عليها وإذ نحمده سبحانه وتعالى أن وهب لنا القيادة الرشيدة التي لم ولن تغفل عن أصغر الأمور التي تجعل المواسم جميعا تسير بكل يسر وسهولة.
بقلم✍🏻 د. علي بن إبراهيم السنيدي