الرخصة هي: تصريحٌ من قِبَل الجهة الحكومية، المخوَّلَة بالسماح للمعلم بممارَسة مهنة التدريس، عندما يستوْفى المعلم معايير مهنيَّة عامَّة وخاصة ترتبط بالمهنة؛ لقياس توافر وجودة الأداء المعرفي، المهاري، التربوي، المهني، للمعلم المتقدِّم أو المزاول للمهنة، من أجل إصدارها وتجديدها باستمرار.
وتعدُّ الرخصة وسيلة لتشجيع ودعْم النمو المهني الذاتي للمعلم بشكلٍ مستمرٍ، وفْق متغيِّرات العصر، ومتطلَّبات الميدان التعليمي، كما أنها وسيلة أيضًا لتمايز المعلمين، وإصدار أحكامٍ حوْل كفاءاتهم وقدراتهم، من أجل الارتقاء بالمعلم.
وتقوم الرخصة المهنية للمعلم على معايير مُحوكَمة ومُقنَّنة، يتمُّ فيها تقييم أداء المعلم التخصُّصي، التربوي، المهنى؛ لمواكبة متطلَّبات العصْر وسوق العمل بصفةٍ عامَّة، ومتطلَّبات الميدان التعليمي والتربوي بصفةٍ خاصة.
ومن ناحيةٍ أخرى، قد تكون الرخصة وسيلة لسدِّ الفجوة - إنْ وجِدت - بين برنامج إعداد المعلم، وبين الواقع والمتطلَّبات الحديثة للقرن الحادي والعشرين.
والجدير بالذكر، أن من أهمِّ أهداف الرخصة المهنيَّة؛ أنها ليست فقط قياس ما يمتلك المعلم من معارف ومهارات، حوْل عمليات التدريس والتخصُّص الذي يقوم بتدريسه، وإنما أيضًا من أجل قياس ما يفعله المعلم داخل الفصل، من خلال طرْح مواقف تعليمية، يُقاس فيها ردود أفعال المعلم، وكيفيَّة تجاوبه للمواقف المتنوِّعة، وهذا يعني قياس كفاءة المعلم التدريسيَّة والمهنيَّة، وفْق كفايات ومعايير مُقنَّنة.
ويتمثَّل الهدف الأسمى من الرخصة المهنيَّة - بالنسبة لإصدارها للمتقدِّمين أو المزاولين لمهنة التعليم - في رفْع كفاءة وقدرات ومهارات كلِّ معلم، والارتقاء بجودة العملية التعليمة بشكلٍ عام، بالإضافة إلى تحسين قدرات المعلم الممارِس لمهنة التعليم وفْق المسْتجدات والمتغيِّرات، والتأكُّد من أن المعلم يمتلك الكفايات التدريسيَّة الَّلازمة لتعليم أبناء القرن الحادي والعشرين، بطريقة تتماشى مع التطوُّرات الحديثة الحاصِلة في الميدان التعليمي.
ومن المهمِّ جدًا النظر إلى الترخيص للمهنة نظْرة إيجابية؛ لما تعود بالفائدة على المعلم، الطالب، العملية التعليمة، من ارتقاءٍ وتحسينٍ وتجويدٍ، يقود في النهاية إلى الارتقاء بالوطن، وتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وبناءً على ذلك، يُعدُّ تجديد الرخصة المهنية للمعلمين أمرًا مهمًّا، وذلك من أجل مواكبة التسارع المعرفي، والتطوُّر التقني، وتكنولوجيا المعلومات، أمَّا بالنسبة لما يخصُّ ربْط العلاوة السنوية بالرخصة المهنيَّة - من وجهة نظري - فيعدُّ وسيلة لضمان التحاق المعلم، واستعداده لأداء اختبار الرخصة المهنيَّة؛ لأنه لو كانت الرخصة اختيارًا، أو كانت فقط من أجل الترقية أو التمايز، وليس إجبارًا؛ لما أُخذ هذا الأمر بمحْمل الجدِّ، وقد يُصرَف الكثير عن أداء الاختبار، فمطلب التعليم هو محاولة إصلاح وتطوير التعليم بشكلٍ عام، ورفْع كفاءة جميع المعلمين في الميدان دون استثناء.
كتبه: د. هند محمد القحطاني