كل الحكايات تبدأ بفكرة في خيال كاتب، أو موقف عابر تبنى عليه رواية ذات فصول متتابعة، تشد القارئ بعض الوقت..
ولكن أن تبدأ حكاية واقعية أشبه بالأساطير في تسلسل أحداثها وتبقى ماثلة أمام أنظار العالم أجمع فهذه هي القوة، والشموخ، والمجد الذي لا يطاله إلا مستحقيه..
أصل الحكاية.. أرض طيبة مباركة، وقيادة حكيمة راشدة، وشعب هُمام ونبيل، وتحديات كبيرة، لم تنحني الهامات إلا لخالقها، توشحت بالعزيمة والإصرار على أن تصنع ملحمة تسطر على أراضٍ شاسعة، تضاريسها صعبة ومستحيلة إلا أمام هذا المكون العجيب، وطقسها متباين بين قسوة الحرارة، وزمهرير البرد، ليدخل إنسان هذه الأرض في تحدّ صعب، بدأ بتذليله بإيمان عميق بأن (( الله معنا )) استعان هذا الإنسان بالله ثم بالولاء المطلق للقيادة الحكيمة، والانتماء لمهبط الوحي، بدأ من الصفر، أرض جرداء، وإمكانات بسيطة، لم يلتفت إلى دول تنعم بالكثير، بل جعل همّه الكبير كيف يبني وطنه، بذل دماءه الزكية في سبيل الدفاع عن كل شبر، وشمر عن ساعده للبناء، وأعمل عقله وفكره للارتقاء ببلاده، وجعلها في مصاف الدول العظمى وقد نجح في ذلك بفضل الله تعالي..
قيادة هذه البلاد راهنت على المواطن وإخلاصه، وكسبت الرهان والتحدي، فكان المواطن لا يختلف عن المسؤول، بل هو شريكه في كل ما يخدم الوطن ويرتقي به سلم المجد والعلياء..
وبعد مضي ٩٤ عام هذه هي ملحمة الصمود تتجسد واقعا مثاليا، أصبحت معه السعودية محطّ أنظار العالم، بل أنموذج يدرس في قوة الإرادة، والإصرار على البناء، والنماء، والولاء..
نعم كنا نحلم، وهانحن نحقق ما حلمنا به، وطن يفرح به الأصدقاء ويُقهر به الأعداء..
هذا أصل الحكاية.
كتبه/ جواهر محمد الخثلان