من الأمور التى أزعجت الناس وأشغلتهم وخوفتهم كثيراً قضايا الدماء سواء القتل أو مادون القتل الهوشات وإطلاق النار الذي ينجم عنه إصابات أو الطعن بآلات حادة.
الدماء شأنها عظيم والشرع شدد فيها تشديداً بالغاً لهذا أول المظالم التى يقضي الله فيها بين الناس يوم القيامة هي الدماء في القتل ومادون القتل ولو كانت خمشة ( ظفر) كما صح بذلك الحديث .
وقال تعالى في التشديد في الدماء متوعدا القاتل بخمس عقوبات ﴿وَمَن يَقتُل مُؤمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِدًا فيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذابًا عَظيمًا﴾
وقال صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات
قالوا وماهن قال ،،،،( القتل …..) الحديث ( صحيح البخاري ) وقال صلى الله عليه وسلم (لايزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما) صحيح البخاري.
التهور في الدماء أصبح ظاهرة خبيثة عند بعض الناس وينتج عنه ويلات في المجتمع من الأخذ بالثأر والتوتر الشديد والنزوح من البلد والسجن الطويل والقصاص والصلح الجائر بعشرات الملايين وتغريم القبائل بحمل جناية الجاني ويحصل بينهم شر وفتن وعداوة وبغضاء وشحناء واستهلاك لمجهود الناس في أمور الصلح وجمع الديات بمدد طويلة تصل لعدد من السنين كل هذا نتيجة الطيش والتعجل وحب الانتقام
لو أحسن الجاني التفكير قبل أن يقدم على جريمته ورجع للشرع والأنظمة المرعية التى كفلت الحقوق كاملة ونحن نعيش في دولة آمنة تقمع المجرمين والمفسدين في الأرض مانحتاج أن نتورط في دماء ولا غيرها ولله الحمد.
ولو أن الجاني استشار من يحسنون النظر من قرابته أو قبيلته أو المختصين لوجد حلولا كافية تغنيه عن التورط في الدماء الجزئية ( الإصابة)أو الكليه ( القتل).
نحتاج توعية وتثقيف مستمر في المدارس والجامعات والمساجد ووسائل التواصل والصحف الإلكترونية ومجالس وديوانيات العوائل والقبائل والأحياء .
يقوم بهذه التوعية أهل الحل والعقد والخبرة والحكمة وحصافة الرأي من العلماء والمفكرين والدعاة والمثقفين وشيوخ القبائل وأهل التعليم
والحسابات الإلكترونية من كافة أطياف المجتمع حتى نكون لحمة واحدة في التقليل من هذا الشر الخطير.
كما نلتمس من المصلحين البعد عن المبالغة في الصلح ومحاربة المبالغ الباهضة التى تشق على الناس وتغليب جانب التيسير وتذكر الحمل الذي يوجع الناس بعد الصلح ويرهقهم .
كما ندعو ورثة الدم للعفو لوجه الله تعالى وكسب رضوان الله أو أخذ صلح ليس فيه تعنت أو تعسير على المجتمع
لأن المجتمع هو الذي سيدفع
ثمن هذا الصلح وليس الجاني
،،،،،،
والله الهادي إلى سواء السبيل.
كتبه / حمود سعيد الحارثي
0504743110واتس آب