عززت المتاحف الخاصة في منطقة عسير التي يزيد عددها عن 35 متحف من مكانتها السياحية في المنطقة ، وخرجت من عزلتها لتكون عنصراً فاعلاً في التعريف بالتراث الثقافي والحضاري لمنطقة عسير .
يقول صاحب متحف الجحل علي بن محمد العاصمي بباحة ربيعة إن متحفه يضم أكثر من 14 ألف قطعة تراثيه ، عرضها في 23 جناح ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المتاحف الخاصة خرجت من صمتها من عرض قطع التراث إلى أن تكون ميداناً استثمارياً يدعم أصحاب هذه المتاحف ، مستعرضا تجربة متحفه الذي ببيع تذاكر دخول للزوار ، كما يضم سوق شعبي لبيع القطع التراثية، إضافةً إلى عرض منتجات أكثر من 47 أسرة منتجة .
وأضاف العاصمي أن المتاحف فتحت أبوابها للزائرين ، مبيناً أن المتحف حظي بزيارة 48 مدرسة و24 حلقة تحفيظ و24 جامعة من منطقة عسير وخارجها ، سجلت هذه الزيارات في أكثر من 38 سجل ، ضمت توقيع أمراء وأدباء ومشاهير .
ولفت إلى أن المعرض يضم لوحات لفنانات تشكيليات ، وبداخل أروقته أيضاً التدريب على فن القط والنقش العسيري ، كما يشتمل المتحف على أكثر من 200 موقع لجلسات الزوار ومصليات ومرافق عامة ، مبينا أنه خلال 38 عام من العمل والإنجاز تمكن من تحقيق هذه المعادلة في أن يتحول دور المتحف إلى دور ثقافي استثماري تشكيلي اجتماعي ، يتم خلاله لقاء المثقفين والعائلات وغيرها واستغلال هذا الإرث الثقافي في خدمة المجتمع ، مشدداً على دعم فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير ولجنة التنمية الاجتماعية بآل عاصم .
من جهته ، أوضح عبد الله مشبب عسيري صاحب متحف الأجيال ببني مالك أن متحفة يضم أكثر من 5 آلاف قطعة ، وأنه يستفيد استثماريا من زيارة السياح والمدارس والجامعات في تحقيق عوائد اقتصادية ، مؤكدا أن هناك تطوير مستمر لعمل المتاحف ودخول جوانب مهمة مثل طهي الأسر المنتجة والفن التشكيلي والمبيعات الخاصة بالقطع التراثية ، مما يستدعي زيادة اهتمام أصحاب المتاحف بتطوير برامجهم السياحية لتكون هذه المتاحف مصادر جذب سياحي وأن تحقق عوائد اقتصادية مرضية لمن يهتمون بهذا الجانب من التراث ويعملون على المحافظة عليه .
من جانبه ، بين مدير مكتب الآثار والمتاحف بمنطقة عسير سعيد القرني أن هناك أكثر من 5 متاحف خاصة تحت الإجراء في مواقع مختلفة من محافظات عسير ، وقال القرني إن أصحاب هذه المتاحف من عشاق التراث حرصوا على الحفاظ على تراث منطقة عسير ونقله للأجيال القادمة وعملوا على جمع القطع التراثية في متاحفهم وفتحوها للزوار للاطلاع على تراث هذه المنطقة ، لافتا إلى أن المتاحف المفتوحة للعامة ، تقوم بجمع وحفظ، و بحث و تواصل وعرض التراث الإنساني وتطوره لأغراض التعليم والدراسة وأصبحت هذه المتاحف الخاصة ومن يملكها شريك للهيئة في النجاح وفي التطور، مضيفا : ” لعل نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/3) وتاريخ 9/1/ 1436هـ يأتي تعزيزاً لدور الهيئة في احتواء هذه المتاحف تحت مظلتها والارتقاء بعملها وتطورها ” .
وتابع : ” إن اللقاءات مستمرة مع أصحاب هذه المتاحف والتي تقيمها الهيئة ابتداءً من اللقاء الأول بمدينة الرياض ثم المدينة المنورة إلى آخر لقاء بمحافظة الاحساء ، وقد خرجت هذه اللقاءات بعدد من التوصيات والتي من شأنها تطوير هذا العلم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ، إضافةً إلى الدورات التدريبة والرحلات الاستطلاعيه لتجارب دول الجوار في العروض المتحفية واستثمارها بما يعود بالنفع على سياحة الوطن ” .
بدوره ، أوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعسير المهندس محمد العمرة أن رؤية 2030 م تؤكد على أهمية المتاحف نظراً لدورها في تلبية احتياجات رغبات الزائرين في المعرفة والثقافة ، وقال : ” لم يعد المتحف كقاعة لعرض التحف والأعمال الفنية والنماذج التي يشاهدها الزائر فقط ” .
وأبان العمرة أن هيئة السياحة والتراث الوطني حرصت على أن تكون هذه المتاحف عبارة عن مشاريع استثمارية سياحية ربحية يتم الاستفادة من عوائدها من خلال فتح مجال للزائرين بمبالغ رمزية .
وشدد على أن علم المتاحف أسهم في تطور المتاحف وتجديدها ورفع مستواها ، كما ساعدها على حسن قيامها بوظائفها العديدة ، مضيفا : ” يأتي اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بهذه المتاحف والوقوف على تطورها نتيجة لاستراتيجيتها وما حملته على عاتقها في نقل هذا العلم من القاعات المغلقة والغير معروفه للسائح والزائر للوطن إلى متاحف تؤدي رسالتها التي أنشئت من شأنه يقصدها الكثير من الزائرين والمقيمين، بل وبدأت هذه المتاحف في الانطلاق نحو المشاركات الوطنية على مختلف مسمياتها وأهميتها ” .