والصغار المقصودين هنا هم ابناءنا وبناتنا الى ما دون سن البلوغ ،هذه الثروة الهائلة والقوة الحائرة هي التي ستقود مرحلتنا السعودية القريبة القادمة برؤيتها الجديدة، وبعيداً عن الاستطراد في المقدمة فإنني أطلب من نفسي ومن كل أب وأم أن يغيروا كل ما كان من اسآليب وتصرفات تجاه تربية هذه الشريحة الصغيرة العظيمة ،خاصة ونحن على مفترق طرق وبلادنا تجري تغييرات شاملة داخليا وبالمنطقة ينفذها انسان هذا الوطن ويقودها مقام الملك ومعاونيه الأشداء ذوي التنشئة القوية. إننا كمجتمع بشكل عام لسنا بالقدوة المثالية لصغارنا الناشئين ، فلسنا بصادقين في كل تعاملاتنا ، ووطنيتنا يشوبها الكثير ،وثقافتنا العامة ضحلة ، ومعرفتنا بعظمة وسماحة ديننا طابعها الجهل وعدم معرفة الأصل، نحن مبذرين وعنصريين ، نحن كسالى وطماعين ، نحن نخلف الوعود ولا ندرك العواقب ،نحن نريد كل شيء ولا نأخذ بالأسباب لأدنى شيء، نحن ننتقد كل الناس من القمة الى الحضيض ونعتبرهم مقصرين ولا نعترف ولو لمرة واحدة أمام صغارنا بأننا مخطئين، نحن نأمر ناشئتنا بالكذب علانية ونعلمهم الإسراف ونبرر كل ذلك لهم بالشهامة والكرم. نحن من يخاصم إبن العم والخال ويقطع الرحم ويقاطع الأخ ويتشاجر مع الجيران وكل ذلك نبرره لهم بأننا على حق وغيرنا على باطل ، نحن من يدفع الديات بالملايين للإفراج عن الأشقياء والمجرمين ثم نستغرب انحراف بعض الشباب ، نحن من يظلم النساء ويسلب حقوقهن حتى ميراثهن الذي كتبه الله لهن، ونحن من يُهرب الممنوعات والمجهولين.. والقائمة تطول ... وقد يقول قائل هذا تشاؤم وجحود فنحن مجتمع الخير وأهل دين وشهامة.. فله اقول صدقت وأنت أحسبك كذلك ،لكن دعنا نتجرد من انانيتنا ولو للحظات ونتساءل هل نحن لمبادئ رسالة الاسلام تجاه تربية صغارنا من الملتزمين؟ وهل نحن بالنسبة لهم كما كان الآباء مع ابناءهم؟.. إن صغارنا هم أملنا وهم مستقبلنا وهم من سيقود سفينة تنمية مجتمعنا في القريب المنظور. أما المطلوب فهو لفتة وطنية صادقة من كل ام وأب لتربية صغارنا وهذا بدوره يتطلب ان نغير نظرتنا لهم ونطور نهجنا التربوي العائلي الخاص معهم ونحترمهم ونعلمهم العلم القوي النافع للدين وللوطن ونتابعهم ونساعدهم في كافة مراحل دراساتهم وندفع من أجل ذلك كل ما نمتلك، وهذا هو ما يحتاجه الوطن من كل أسرة ، ومن أعلى مراتب الوفاء أن تزف للوطن من منزلك إبن وإبنة يضعون الوطن في أعينهم شعورا وتطبيقاً ، أبناء اقوياء بالعلم والتربية والصدق والوطنية.
أرجوكم.. لا تضربون بأيديكم اجساد هذه الشريحة الغالية من الصغار مطلقا،واستعيضوا عن ذلك بالتوجيه الإيجابي مستخدمين الهيبة والوقار والخبرة . نحن نريد صغارنا وطنيين أقوياء جريئين لا جبناء لينتتجون لنا بدورهم اجيالاً أخرى قوية فاعلة ومخلصة لله ثم لوطنها ، ولن نحصل على أجيالاً وطنية مخلصة إذا لم نُعد لهم من الأصل أمهات تربين على الصدق والعلم والعفة والوطنية والغيرة على الوطن والبعد عن الترف المصطنع.
الدول تتهاوى من حولنا وكل شيئ يتغير بسرعة مذهلة والأعداء كشروا عن انيابهم علانية مهددين السعودية وأهلها ومع ذلك نحن آمنين وصامدين ومنتصرين بعون الله وفضله ورحمته . هل نعتقد أن المستقبل سيكون أسهل من الحاضر ؟!!. كلا.
إن الصغار الذين عنيتهم هنا هم من سيقود المشهد خلال السنوات القليلة القادمة فهل ادركنا ذلك ؟.
أن أمة لا تحسن صناعة صغارها وتربيتهم على الفضائل والمبادئ وقوة الشخصية والولاء للدولة ونظامها ومؤسساتها والغيرة على كل ذرة تراب بالوطن لا مستقبل لها بين الأمم والشواهد نراها بأعيننا.
دعونا نغير اسلوبنا تجاه تربية صغارنا من هذه اللحظة ونحترمهم وندفع كل ما بوسعنا وما في ايدينا لأجل تعليمهم وتدريبهم على الصدق والإعتدال الوسطي وحب الوطن وعلى القراءة ذلك المفتاح لكل معرفة. لكن هل نقرأ نحن؟.
بإختصار : إن تربية اولادنا على نهج الرسول المعلم محمد صلى الله عليه وسلم كفيل بصناعة اجيال قوية تبني وتحمي وتنشر السلام.
فلاش: تاريخنا وموروثنا ايا كان ليس عيبا نخجل منه ، وامتلاك اباءنا للبقر والحمير والبغال ليس نقصا بل هذا واقع جميل ، ومن على ظهور تلك الحمير ومن تحت العشش والخدور هاهم رجال الوطن الشجعان في كل موقع يعملون ويرفعون اعلام المملكة بكل فخر وشموخ.
التعليقات 2
2 pings
عبدالله بن سعيد القحطاني
30/06/2016 في 1:04 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل ليلة يابامنصور تتحفنا بحديث السحر ونحن نتشوق ونتطلع لابداعاتك وهذا يدل على علمك الواسع ومعرفتك بكل الامور التي
تحتاج لتصحيح وبخاصة التربيه
نعم الاب والام هما المدرسة الاولى للناشئه واذا لم يهتم الاب والام في تربية الابناء فاين المصاب عظيم لان الابناء هم عماد الوطن ويجب على الاب ولام زرع الدين المحبة والصدق والوفاء في ابنائهم منذو الصغر وهنا ياتي جيل ناجح وواعي في المستقبل باذالله تعالى
نشكر يابامنصور على طرح مثل هذه المواضيع التي تجلب الفائده للقاري
الله يحفظك
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
01/07/2016 في 3:56 م[3] رابط التعليق
دائما متألق …والنقد الذاتي عنوان الاحساس بالمسؤلية وان لم ينتبه اولياء الامور لما تفضلت به فمن يدير البلاد ويتمتع بمخرجات رؤية 2030؟؟ ..اوروبا العجوز تستقدم المهاجرين الغلابا ليس لسواد عيونهم بل لسد النقص في الايدي العاملة الشابة!!! يجب بقاء التعليم المفيد والتشجيع والاخذ بايدي ابناؤنا في جميع مناحي الحياة .. ولنا في خادم الحرمين سيف العرب قدوه ونبراس حين علم وربى ابا مشهور الامير الشاب الذي جمع كل شي ونجح في كل شي ويدير الان بمعية المليك المفدى وسمو نائبه شئون البلاد والعباد بل وحتى شئون العرب.. ندعوا الله لهم جميعا بالتوفيق والسداد..عاش الوطن وقادته وشبابه وجيشه الباسل وعشت لنا ابا منصور ودام وجودك ووجود “حديث السحر” تحياتي,,,,,,,,,,,,,
(0)
(0)