في زمن العجائب دفع الشيخين الفاسدين الأحمقين بالدوحة مبلغ (50) مليون دولار الى الإرهابي المجوسي قاسم سليماني لكي يفرج عن مجموعة من المخربين قتلة الحياة. ورافق هذا الحدث المخجل استقبالات وتصفيق وأناشيد، وكأن المفرج عنه زعيم وطني تم أسره وهو يدافع عن حدود بلاده. مليار دولار انفقها شيخي الفساد والارهاب بقطر للإفراج عن مجرميهم، ورافق ذلك تغطية اعلامية فاسدة. ولنتصور لو أن هذا الرقم الباهض تم إنفاقه على علاج المرضى من المسلمين فكيف سيكون الأثر الإنساني، والثواب عند الله تعالى.
والفاسدين ليس لهم حدود جغرافية او مستوى فكري معين، فهم بكل مكان يتواجدون، وبعضهم على استعداد فوري للتخلي عن المبادئ وحتى تعاليم الدين الحنيف إذا كان الأمر ضمن صوره فجور قبلي وعنصري ومناكفة لنظام الدولة العام، أو فيه مساعدة للمجرمين.
اليس غريباً هذا الرقم (50) مليون الذي دفعه مشائخ الكذب والاجرام الى جيب قاسم سليماني؟، لكن أليس الأغرب ان هذا الرقم الخمسيني اصبح يتكرر في أماكن اخرى كفدية!، والخوف ان يتحول قريباً من عملة الريال الى الدولار.
المحترمين الطيبين المستميتين في دفع الفداء وتعطيل النظام وتشجيع الإجرام، اليس بإمكانهم تطبيق المثل القائل اذا بليتم فاستتروا، وطالما ان هناك حساب بنكي مُصرح به رسمياً لتلقي هذه التبرعات الباهظة، فلماذا شد الرحال وقطع المسافات بآلآف الكيلومترات على الطرقات وإرهاق الناس وإزعاج السلطات والتجمع بمواكب السيارات وتعريض حياة الناس للمخاطر. هل الغرض هو المكابرة والقاء الخطب والتفاخر بالوقوف امام عدسات التصوير، اليس التحويل البنكي هو المطلوب والصادق والأسرع اذا كان العمل لوجه الله؟.
غريب أن ترى رجال عليهم الوقار ويفترض انهم قدوات للمجتمع وخاصة لأجيال الشباب، ثم تراهم ينساقون خلف آراء الجهلة الباحثين عن مالا يرضي الله ولا يساعد الدولة. ماذا سيقول بقية المجتمع الذي يشاهد هذا التنافس العلني في دفع الملايين بكل حماس والقاء الخطب والتفاخر بحجم المبالغ المنقولة وإصدار الشيكات مع كيل المدائح، بينما هناك في بلادنا من لهم ابناء صدرت عليهم أحكام بالقصاص وأخصامهم يشاهدون هذا التهافت العلني المصوَّر ونثر الكاش أمام المصورين؟!.
كم نتوقع بعد هذا الإستعراض المزعج انهم سيطلبون فدية للعفو عن اخصامهم؟ هل يكفيهم خمسمائة ألف؟ أم خمسة ملايين؟ أم 50 مليون؟ وهل سيجد ذوي السجناء الصادر بحقهم احكام من سيتبرع لهم بعشرات الملايين كما فعلتم مأجورين؟،الا ترحمون الناس الفقراء ومن ليس لهم استطاعة. ألم تسمعوا بهذا الحديث (... ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ...). الحديث يحتاج معرفة رأي شيخ الاسلام بن باز حوله.
أليست الصدقة المقصود بها وجه الله تعالى ومن باب أولى للستر ورجاء الأجر تحويلها عبر نظام الدولة الآمن بالحساب البنكي المُخصص، وكل ما يوضع به معروف، وموثق به اسم محوليها وقبائلهم؟ فلماذا اشهارها ببشاعة اعلامية فجَّة وغير موفقة وإذلال الناس بها، ولماذا هذه التغطية الرديئة والتفاعل العنصري عبر التواصل الاجتماعي الذي سيشجع أصحاب الدم الآخرين في مناطق المملكة والجزيرة العربية على رفع السقف الى خمسين مليون. الله المستعان.
أخيراً هل نعلم جميعاً أن مريض الفشل الكلوي يقضي 624 ساعة سنوياً في جلسات الغسيل، وأن عددهم بالآلاف وأن حياتهم مهددة ويحتاجون التبرعات والصدقات من الصادقين لشراء اجهزة الغسيل والعلاج.. اللهم اهدنا للحق، ولا تجعل لعدو علينا سبيلا.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
م. محمد عبدالعزيز ال كدم
18/05/2018 في 10:28 م[3] رابط التعليق
لافض فوك سعادة اللواء
(0)
(0)
عبدالله بن سعيد
18/05/2018 في 11:31 م[3] رابط التعليق
مساء الخير ياسعادة اللواء عبدالله القحطاني
كلام في الصميم وهذا ليس بغريب على الفسده فهم كما قلت يحاول نشر الفساد سواء كان محليا او جغرافيا وان المبالغ التي دفعت دل على الهزيمه والضعف الداخلي والارتباك كما هو حاصل في الدوحه.
وشكرا لك.
(0)
(0)
حسين بن حسن بن كدم
19/05/2018 في 2:59 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك يابومنصور ولافض فوگ
(0)
(0)
أبوخالد
19/05/2018 في 5:18 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير،، عز الله كلام سليم ،، الله يجعل عملنا خالص لوجهه الكريم
(0)
(0)
سعدشايع ج بن عادي
19/05/2018 في 9:07 ص[3] رابط التعليق
نعم ماقاله الكاتب الكريم هو عين الحقيقه وكلام المنطق فما حصل قبل ايام من جمع ٥٠ مليون ريال واقامة مرسم بتصريح من امارة الرياض
لجمع هذه الديه ثم يتغنى ولي الدم بعدذلك بانه قد اعتق الجاني من القصاص وهو الحقيقةلم يعتق بل باع وتاجر بدم ابنه ولاالوم اقرباء الجاني لواستعانوا بالفزعه وطلبب العون لكن مثل ذلك سيتكرر كثيزا واخشى ان يتضاغف الرقم ونسمع بارقام خياليه فيها جور على الناس
والمشاركه تكون جبريه بالعرف القبلي حتى لو من دفع من دفع يستحق العون انني ارجو من حكومتنا الرشيده التدخل وتقنين العتق المشروط بملغ معقول وغيرمبالغ فيه او العتق لوجه الله لمن اراد الاجرالعظيم اوالقصاص الذي فيه حياة لاولي الالباب كما شرع الله سبحانه وتعالى الذي فيه تطهير للنفوس وأنهاءللفتنه مرة اخرى شكرا للكاتب العزيزوالسلام
(0)
(0)