بعد يوم من ايام السنه في عالم مجنون
متاهات و مسافات و كلام كل يوم يعاد

****

هجد ليلٍ رمى جوّ الكآبه فوق متن الكون
وسلّم له جميع الكون أمره لين عم وساد

****

يا مقشر جوّه الا انه بعض الاحيان يعطي لون
ما احد يقدر يجيب اقصاه حتى مصلحة الارصاد

****

قضيته بين صفحات الادب متهلل ومفتون
بـ كلامٍ يبهر المنذوقين ، ويذهل النقاد

****

وانا اقرا لي قصيدة وصف في ديوان بن زيدون
خذاني النوم فجأه ، دون سابق اذن او ميعاد

****

وحلمت اني وسط روض متكي في ظلال غصون
بعيدٍ عن جواسيس العيون ونشدة النشاد

****

وعلى مدّ النظر شاهدت شيخٍ مشيته بالهون
تيمم شطر وجهي كن خطواته علي تقاد

****

تأكدت انه نصاني -لامحاله- قلت : لا بالعون
هذا ترحيبته ما ينقصر عنها عشير اجواد

****

الا يا مرحبا يا شيخ وارباب الندى يقولون :
تراحيب الصدور البيض في الميقاف ملح وزاد

****

تحفيته وحصلته حزين وضايق ومشحون
وسألني انت لأيات العرب ترجع ولي بلاد ؟

****

تراني معتزل في غربتي لي فوق عشر قرون
عهد ما كانت خلافة بني عباس في بغداد

****

وبهت ! وقلت : ياكافي فقال : الموت ما تدرون !
لكن جاوب سؤالي قلت له :هـ اسمع جوابي عاد

****

انا من اصل العرب تشرب عروقي من قراح عيون
اقحطان وجدنا هود النبي المبتعث في عاد

****

انا من ارض السلام اللي ثراها طاهر ومصيون
بزغ منها فجر الاسلام واضحى يصطع ويزداد

****

نظر لي .. وقال : نعم اللابه يقولون ، ويطولون
ونعم الديره اللي سيّست للعز و الامجاد

****

يكفي انها الى ذالحين والى يوم يبعثون
تأرخ واحد الهجري ، ما ترّخ واحد الميلاد

****

لكن يا بوك انا اسمع لي كلامٍ في الذرى مركون
اصدق فيه واكذّب واقول انه ( نتاج احقاد )

****

وش علوم العرب في وقتكم ؟ معقوله يذلون
بعد كانوا على كل الامم وقت مضى اسياد

****

تمالكني الخجل لين انلخمت وقلت له وشلون
اسولف لك عن العار المخيّم فوق ( حرف الضاد)

****

ياشيخ الله يثيبك صارت اسمانا بلا مضمون
جمد دم العروبه في العروق وش بقى وش عاد

****

تقسّمنا دول يلحق بعضنا في بعضنا ظنون
تولانا عدو الدين لين انه جعلنا اضداد

****

تصدق بعضنا للوقت هذا ما يزال بدون
على وجهه مغير يتبّع البراق و الرعاد

****

تلحفنا المذله يوم شفنا اخواننا يهانون
ولا ادري عن عيون الذل وشلون تهنا برقاد

****

يحاكمهم وليد ابليس ويشرّع لهم قانون
لانه في نهاية الامر هو الخصم و الجلاد

****

يمين الله ملينا ودفعنا ليأس عربون
هوانٍ يرسم بداية مهازل رحلة استعباد

****

تخص اقص ما فيها تهبلاله وضحك سنون
هذي بغداد شربكها الهبيل و صادها الصياد

****

ميه .. ميتين يومياً بذنب المجرم يموتون
تقول ان موتهم عهده على الضباط و الافراد

****

يأنّ الشارع بـ بغداد كنه بالقهر مدفون
بعد تاريخ عز عزروا في هيبته الاوغاد

****

غزوا متوثبين بحجة الاصلاح .. ويعقبون
اذا هذا هو الاصلاح اجل ويش انت يا الافساد

****

وهذي شام الملاحم فرصة للي يريد يخون
تكبلها العرب للغرب بالاغلال و الاصفاد

****

وفلسطين سبقت بغداد حلوها بني صهيون
وبكيناها بـ عيونٍ طاح منها دمعها الهداد

****

ولازالت نخاويها تحرا فزعة الدندون
ولازلنا انتحرا وش يقرر مجلس القياد !!

****

اذا تعدادنا مليار والاوباش كم مليون
وخذوها غصب سلم لي عليها لجنة التعداد

****

وغزنا قبلهم ستين جيش عقب نابليون
وراحت الاندلس من قبل عزي لـ طارق بن زياد

****

بحل فينا الزمن يا شيخنا والوضع كله دون
مثل الاوتار يظهر صوتها مع ريشة العواد

****

تلفت لي بوجه شاحب فيه الحزون تمون
وقال : إنا اخذناها بسيوف وفي ظهور جياد

****

وتركناها لكم من دون لا طاعن ولا مطعون
نبيكم في صراعات الحضاره انتم الرواد

****

ولو رجعتوا لمن شايته ما بين كاف و نون
اله الكون عز وجل عن الاشباه و الانداد

****

ولو طبقتوا الدين الحنيف (نكون أو لانكون )
وحاربتوا زنادقة الكلام مروجة الإلحاد

****

ما ذلوكم تحت شمس الضحى والعالم يشوفون
وخلوكم مثل هوش تحدد خطوته بـ قياد

****

عداء الدين الاسلامي يزيد ولا تحته ركون
عصارة مااجمعوه اهل الضلاله لن نقص وان زاد

****

بذر ما بينهم إبليس بذرة ( هرمجدون )
وتولوا بذرته لين اثمرت شوك علينا حداد

****

ورغتوا عن مواجهم مثل ماء رغوة الصابون
على ذكرى حديث حدّثه ( هيكل ) بدون اسناد

****

عن ( القوميه ) اللي ابتدت انتهت في غضون
سنين لو زرعنا زرعها ما يحصده حصاد

****

يا بوك .. الله يعين وما رجينا من سواه العون
تكابر ذنبكم فيني وانا ضلعي عليه زناد

****

سألته عقب ما استغربت هرجه قلت : ولاتهون
من انت الله يثيبك ؟ لا تزيد اهل الجهاد جهاد

****

فقال : اشفيك تسأل كن في هرجي عليك غبون
انا ( حلم العرب ) من ماضي الاجداد للاحفاد

****

عن اذنك ما بقى بي حيل جسمي كلبوه طعون
ذبحني طول عمري مبدأ السرداد و المرداد

****

لاشك اصح وتوض اهل المساجد قاموا يصلون
( صلاة الفجر ) لو تجمعكم اصبحتوا العرب الاسياد

شاهد الفيديو