"لكنك لاتفهم معنى أن يختارك أحدهم ، وهو يقاوم خوفه من تكرار الخيبات"..
من بين آلاف الكلمات التي قالتها أثرت هذه الكلمات تحديداً على قلبي واستوطنت فكري وعزفت على أوتار خيباتي..
ياترى كم هي الخيبات التي عبثت بمشاعرنا وأدمعت أعيننا وتجرعنا ألمها وقسوتها أياماً وليالي..
لكنك لاتفهم معنى أن يختارك أحدهم .. من بين آلاف اختارك أنت تحديداً لتشاركه حلمه أو فرحه أو حزنه أو سره أومشاعره أو أي شيء يخصه لم يثق بأحد غيرك ليخبره !!
اتراه حين أختارك كان محقاً أم أنه سيندم يوماً ما على حسن ظنه بك وسيدفع ثمن خيبته فيك من صحته وعمره وماله ولربما كنت سبباً في اهتزاز ثقته بالآخرين ..
ولأن الأنثى عاطفتها تغلبها فهي تختار مايختاره قلبها فتقع في خيبات متلاحقة ربما مع الزوج أو الأبناء أو الأصدقاء أو الأقارب أو زميلات العمل ..
خيبات تعصف بكيانها ومملكتها وحياتها واستقرارها خيبات تلاحقها وتقلقها وتضعف قواها وتشل تفكيرها وتقيد حركتها تجعل منها إنسانة عاجزة مسلوبة الإرادة ضعيفة الشخصية غير مدركة لما يدور من حولها ..
خيبات تقتل جمال روحها ونقاء قلبها ، تحذرها من فلانة وفلان من الناس فتصم آذانها وتعطل حواسها وكأنها تقول لك دعني وشأني أنا أدرى بمصلحتي وأعلم بحالي تدافع وبشدة عن من تحذرها منه ..
لاتميز بين الصديق والعدو بين من يستحق ومن لايستحق بين من يشرفها معرفته بين الوفي والغدار والصادق والكاذب والأمين والخائن ..
خيبات تتلوها خيبات ليس لأنها سيئة بل لأنها لم تحسن الاختيار ووضعت ثقتها فيمن ليس بأهل للثقة فأصبحت بين نارين نار الخيبة ونار الشعور بالاستغلال حد الاستغباء..
رسالة إلى أنثى كتبتها أنثى بعد مرحلة النضج بعد تجارب قاسية مؤلمة ومبكية بعد أن خاب ظنها في الكثير ولم يبقَمعها إلا القليل منهم بعد أن أستطاعت أن تميز بين الجيد والرديء بين من يستحق أن تتمسك به إلى نهاية العمر وبين من لايستحق ذلك ..
رسالة من قلب أم محبة تعرف قلبك وطهرك ونقاءك وتشعر بألمك ووجعك وتخشى عليك من الخيبات ومن الثقة فيمن ليسوا بأهلٍ لها افصلي في علاقاتك بين المشاعر والعواطفوبين العقل والمنطق " فبعض القرارات رضا للعقل وألم للقلب " والعكس صحيح لابد من أحداث التوازن بينهما ..
الأم تشعر بالخطر المحدق بكِ قبل وقوعه رسائلها حب ونصائحها خوف وتنبيهها تحذير لايوجد أم تريد أن ترى أبنتها ضعيفة ولامكسورة ولا مغفلة ثقي بقلب ومشاعر أمك دائماً لأنها أصدق حُباً وأنقى قلباً ..
لاتخدعك الكلمات المعسولة ولا العيون الحسودة ولا القلوب المريضة ولا النظرات المسمومة ولا صداقات المصالح ولا رفقةاللحظة قيمي علاقاتك جيداً فأكثرهم أصدقاء في الرخاء لكن أين هم في المواقف والأزمات ؟
من بين قائمة الأصدقاء والمعارف والأقارب والزملاء أكتفي بالنقية قلوبهم فالنقاء يعني قلوب أحبتك كما أنتِ ومستعدة للبقاء معك كما أنتِ قلوب طاهرة حبها لك ليس مشروطاًبلبسك ومنصبك وكرسيك ومالك وجاهك ومركزك حب لشخصك لقيمك لأخلاقك لمبادئك لعفويتك لطيبتك ..
ومن بين الخيبات السابقة تعلمي دروساً للحياة القادمة ؛ لن أعطي وقتي إلا لمن يستحق لن أنصت إلا لمن حديثه يمتعني لن أزور إلا من يهمني لن أفرح إلا لمن يفرح لأجلي ..
بما أن حياتنا قائمة على العلاقات إذاً لماذا أهدر وقتي ؟ من أجل علاقات مريضة لاحاجة لي بها!!
وقبل ذلك قوي صلتك بربك واسأليه الصحبة والرفقة الصالحة والطيبة في الدنيا والأخرة ..
قبل الوداع:
لاتخذلوا من وثقوا بكم يوماً ..
"في الخيبات نبكي بصمت، نبكي في دواخلنا ونخفي حزننا ولا نسمح للآخرين برؤية انكسارنا، في الخيبات ليس هناك دموع حزن ولكن توجد ندوب وتشوهات خذلان في ذواتنا"..
بقلم : فاطمة الجباري
التعليقات 21
21 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
وداد جباري
11/01/2022 في 5:06 م[3] رابط التعليق
جميل لاتخذلوا من وثقوا بكم يوماً ..
(0)
(0)
أمل الحامد
12/01/2022 في 1:22 م[3] رابط التعليق
دمت متألقة أ.فاطمة
(0)
(0)
عمشاء السهلي
11/01/2022 في 5:08 م[3] رابط التعليق
👍🏻👍🏻👍🏻
(0)
(0)
حنان الحربي
11/01/2022 في 5:18 م[3] رابط التعليق
مبدعة كعادتها وبفلم رقيق يبث الشعور والجمال شكرا فاطمة ابداع يتجدد
(0)
(0)
عبدالرحمن الجباري
11/01/2022 في 5:58 م[3] رابط التعليق
كلام جميله من شخصيه ممتعه الله يحفظك من كل شر 😍
(0)
(0)
سمية عبدالله
11/01/2022 في 7:43 م[3] رابط التعليق
مقالة رائعة يسعدك ربي
(0)
(0)
يا ربّ رضاك والجنه
11/01/2022 في 8:02 م[3] رابط التعليق
أحسنت وسلمت اناملك كل شيء تعمله من أجل لله لايضيع عند الله
ماشاءالله مبدعه
(0)
(0)
غلاوي
11/01/2022 في 8:04 م[3] رابط التعليق
موضوع رائع وشيق استاذه فاطمه
فعلا الصديق الوفي هو زينه الحياة
(0)
(0)
فيروز العتيبي
11/01/2022 في 9:42 م[3] رابط التعليق
” بعض الكلمات والمواضيع ..
تلامس القلوب وتحركها موضوعك رائع وطرحك له جميل
،..الخذلان مُرّ لايُطاق ، خاصة ممن تُحب..
كسر القلوُب موجع جدا ويصعب علاجة
رحم الله قلوُبآ صَبرت على طَعن أحبابها لها..
كُن إستثناءً عظيماً ،
ملاذاً آمناً ،
طمأنينة على هيئة إنسان للجميع وليس لمن تحب فقط ♥️
(0)
(0)
هياء
12/01/2022 في 12:18 ص[3] رابط التعليق
رااااائعة واقعية صادقة شكرا لك
(0)
(0)
إنصاف للمطيري
12/01/2022 في 1:06 ص[3] رابط التعليق
سلمت أناملك مقالك لامس القلب ❤️
(0)
(0)
غادة السحيمي
12/01/2022 في 1:25 ص[3] رابط التعليق
يأتي وعي الإنسان وإدراكه للحياة دفعة واحدة بسبب موقف، أو يأتي بشكل متسلسل بسبب الخيبات التي تراكمت على صدره، فإما يكون سلاحا ثائرا في وجه كل شيء، أو يكون صامت هادئ لا يحرك ساكن حتى ينسى طريقة الحديث والدخول إلى نقاش…!!رَغمَ الظّروفِ الصعبةِ التي نَمُرُ بها عادةً ،
إلا أننا لا نتوقف عن إعطاءِ جُرعاتِ الأملِ
والتفاؤل لكلِّ من يشتكي ظُلمَ الحياة
وقلوبنا تلكَ التي غشيها دخانُ اليأسِ
لو أنّ دُخانها أُطلقَ في فضاءِ هذا الكوكب للوثهُ بثوانٍ ،
رَغمَ ذلكَ نستمرُ بإهداءِ قطراتِ النّدى
عندَ كلِّ وقت من أجلِ أن نحافظَ على انتعاشِ
قلوبهم قدرَ المستطاع ،
كميةُ الخيباتِ المتتالية التي مررنا فيها لو وُضعت على جبلٍ لتصدّعَ من شدتها إلا أننا دائماً ما نسمعُ لهم ، نقفُ معهم ،
نُضمّدُ جُرحهم ، نشدُّ من أزرهم، نُخففُ حملهم ،
ونهمسُ لهم في نهايةِ كلَّ يوم
“غداً سيكونُ أفضل”.!
رَغمَ أننا لسنا على ثقةٍ تامّةٍ بذلك ٳلا ٳنا
متفائلين بربٍ كريم ،
وكالعادة لا نبخلُ بكلماتِ التفاؤلِ والكثيرِ
من دعواتِ الحُب ، هكذا نحنُ ، وسنبقى ،
إن لم يكُن من أجلنا ، فبالتأكيدِ من أجلكم .
-لا أذاقكُمُ اللهُ علقماً ، ولا جرّعكم يأساً …”لله هذه الرّوح بما صلحُ فيها وفسد،
لله عوض الأيدي المرتخية،
و لله وجلُ الرّوح،
للهِ حتى وحشتها، لله دربٌ لا نسيرهُ ويعبرنا،
لله خنقة الأنفاس والأرواح،
ودمعٌ جفّ وحار..
لله ضحكاتٌ ممتدة، حتى المزيّفة منها،
لله بصيصُ الأمل الأخير، و أملنا الذي خاب..
لله شخصٌ يسيرُ ولا يعرفُ الطريق،
لله نهايةُ الطّريق الذي لن نصله،
دمعنا لو وصلناه، لله نحن بكل ما فينا”!“
في النهاية
ليس ثمّة من يحبّ العزلة، إنّنا فقط نكره الخيبات.
”اللهُمّ العوض الحُلو عن كُل الخيبَات،
وكُل حاجه مامرّت بسَلام.
(0)
(0)
مشعل العبادي
12/01/2022 في 6:35 ص[3] رابط التعليق
لا يليقون بـ نقائنا .. والوجه الأبيض لا يملك إلاّ خلقته الأولى .
شكراً لـ هكذا فكر واع وأفق واسع
جلّ التّحايا لـ شخصك .
(0)
(0)
فيض
12/01/2022 في 6:52 ص[3] رابط التعليق
عمق في الطرح وانت تتلمسين الجانب الإنساني بكل لطف حين تؤكدين على أن خذلان من وثق بنا تدمير له ، نعم الخيبات احيانا نِعم تترى..
فيض تقدير لقلمك البارع .
(0)
(0)
ام عهد
12/01/2022 في 9:43 ص[3] رابط التعليق
ما شاء الله قلم رائع دوما
لا تخذلو من وثق بكم يوما
👍👍👍❤️❤️❤️
(0)
(0)
الجازي العنزي
12/01/2022 في 10:50 ص[3] رابط التعليق
كلمات في الصميم ونسأل الله أن لايضيع لنا أجرا
في حسن تعاملنا مع الناس مع قليلا من الحذر
فلا نشكي إلا لله ولا نعتزل الناس
نتقن فن التعامل مع الآخرين
وكما قلت لاقلب أصدق من قلب الأم
شكرا على لك هذه المقالة الرائعة والمعبرة🌹
(0)
(0)
زينب عقلان
12/01/2022 في 7:35 م[3] رابط التعليق
نعم القلم الذي يتحدث بإحساس الأخرين
(0)
(0)
البتول المغربي
12/01/2022 في 9:29 م[3] رابط التعليق
مقالة رائعة وصدقت لا تخذلوا من وثق بكم .أسلوب رائع يقع على الجرح . سلمت أناملك الجميلة أ. فاطمة
(0)
(0)
سماح خشيم
12/01/2022 في 10:12 م[3] رابط التعليق
أصبتِ …ابداع في الطرح ….سلم قلمك
(0)
(0)
بدرية سعد
14/01/2022 في 2:46 م[3] رابط التعليق
ياااااااالله ياأساتذتنا الغالية 🤍 ماأجمل مقالتك ،، طرحك ،، أسلوبك،، لامست وقعاً في قلبي واحداثاً مرت منذ سنين …
رفقاً بالقلوب فالخيبات مؤلمة…
وسلامة الصدر وانشراحه وحبه الخير للغير هي نعمه من نعم المولى المتتالية علينا …
جعلك الله مباركة أينما كنتِ أ . فاطمة🌹
(0)
(0)
Norh Alzhrani
16/01/2022 في 9:18 ص[3] رابط التعليق
“ما أجمل الحياة عندما تجد دائماً
شخصاً مخلصاً يقف بجانبك
يكون لعسرك يسراً
ولظلامك نوراً
ولضيقتك راحةً
ولكسرك جبراً
ولغربتك وطناً
شخصاً يعطيك الحب كله
هنا تردد من أعماق القلب :
الحمد لله الحمد لله “❤
(0)
(0)