إن العالم المتحضر يعطي أهمية كبرى للتعليم ويتعامل بكل الحرص مع العملية التعليمية وما تشمله من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات وإدارة وأدوات تعليمية مختلفة وذلك لما لهذه المنظومة من أهمية خطيرة على بناء المجتمع ككل وليس الطلاب والطالبات فقط.
والتساؤلات العديدة التي تطرح نفسها في مجتمعنا عن هذه المنظومة التعليمية ككل والتي تتمحور حول كيفية تطوير استراتيجية تلك المنظومة في المدى المتوسط والبعيد وسبل زيادة الدعم لها، ومتى سنجد مستوى التعليم ببلادنا ينافس دول العالم؟ وما البرامج التطويرية والتربوية الكافية والكفيلة أن تجعل المعلمين والمعلمات ملمين بمهنتهم وتصقل مهاراتهم وقدراتهم ؟ وكيف تتم عملية تقويمهم بشكل مستمر بعد الالتحاق بهذه المهنة المهمة والمؤثرة؟
يجب أن يكون هناك نظام يجعل المعلمين والمعلمات ينظرون الى مهنتهم بكل تقدير، الأمر الذي بدوره يجعلهم يشعرون بالراحة والرضا الوظيفي ويجدون ما يصبون اليه من السعادة وتحقيق الطموح والرغبات النفسية والاجتماعية.
إن دور المعلم والمعلمة في المنظومة التعليمية ومساهمتهم في تغيير الفكر وسلوك الطلاب والطالبات هو دور مهم لتشجيعهم للاستزادة من البحث العلمي والنهل من بحر العلم والتسلح بالثقافة والعلوم، ذلك المربي والمربية هم من يبعث الامل والحياة في مقومات العملية التعليمية، ويزود الطلاب والطالبات بدرع قوي لكل من يحاول أن يعبث بعقولهم وفكرهم وثوابتهم، فالتأثير الأكبر والرئيسي في حياتهم يكون لمعلميهم ومعلماتهم.
لقد سعدنا بتعيين الوزير الجديد للتعليم الاستاذ يوسف بن عبدالله البنيان والذي تعقد عليه الآمال الكبيرة في تطوير العملية التعليمية ومربعها الذهبي والمكون من المدرسة والمعلم والمناهج والاسرة، ونتطلع إن يضع بصمته وفكره لاعادة هيكلة العملية التعليمية وتطوير المناهج وصياغتها صياغة حديثة بما يتناسب مع الوضع الحالي والمستقبلي.
وهذا الآمل يتحقق من خلال خارطة تعليمية صافية ومحببة لعقول الطلاب والطالبات مباشرة، وكذلك تطوير البيئة الإدارية للوزارة وإدارات التعليم بما يكفل تحقيق الاهداف الاستراتيجية من العملية التعليمية.
ان وزارة التعليم من اهم الوزارات في المملكة وإن كرسيها ساخن على طول الوقت لانها تتعلق بكل المواطنين والمقيمين وينظرون اليها بكل آمل في تربية الأجيال وتعليمهم وصنعهم للمستقبل.
كلنا آمل بأن نرى التعليم في بلادنا تعليمًا متطورًا يحقق رغبات المواطنين والمقيمين، وأن نرى فصولًا تضيئي بالنور والعلم والمعرفة لأبنائنا الطلاب والطالبات.
د. محمد بن مسعود القحطاني
كاتب ومحلل سياسي
التعليقات 1
1 pings
مانع الملاطي
26/10/2022 في 9:11 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل ورائع دكتور محمد فبالعلم تتقدم الأمم والراحة الوظيفية دافع لمزيد من البذل والعطاء .
وفقكم الله
(1)
(0)