رسالتي للميدان التربوي، لكل مدير مدرسة، معلم، مرشد، أخصائي
بكل الحب الذي تبادلوننا به، وبكل الحرص الذي تسعون له لدمجنا بينكم، إلا أنني أود أن ألفت انتباهكم إلى بعض النقاط الجوهرية لتحظى بعنايتكم الكريمة
معلمي العزيز أنا طفل مدمج في فصلك الدراسي، اعذرني إذا أزعجتك بصراخي أو أصدرت بعض السلوكيات ، فلدي من الخصائص ما يرتبط بالمشكلات الحسية التي قد تستثيرني، كأن ترتبط بالضوضاء أو الأصوات الناتجة عن تحريك المقاعد والطاولات، أو من صوت الجرس الذي يتكرر بعد نهاية كل حصة، فعذرا لو قمت ببعض ردود الفعل التي تكون خارجة عن إرادتي كأن أقوم بإغلاق أذنيّ، أو تغميض عيني، أو إن قمت بتكرار سلوك غلق الإضاءة أو فتحها، أو إن تحركت من مقعدي فهذه حركاتي وسماتي.
معلمي الفاضل، لديّ روتين يومي قد يؤثر على مزاجي في يومي الدراسي، فلا تستغرب عند صراخي إذا تغير الجدول المدرسي الذي اعتدت عليه في بداية العام، أو إذا تم تبديل الحصص عند غياب أحد المعلمين، قد أكره المفاجآت التي تعترضني، ولكنها من خصائصي.
أستاذي، عندما تشاهدني أتجول بالساحة وحدي وقت الفسحة فلا تنسني، تذكر دوماً أن من أبرز خصائصي وسماتي هو ضعف التواصل مع الآخرين، وصعوبة التفاعل الاجتماعي أو تكوين الصداقات، فحاول أن تقرب بيني وبين زملائي في الفصل، وتدمجني بينهم وقت الفسحة أيضاً.
معلمي، أطلب منك حمايتي ومتابعتي حينما أتحرك، فقد أتعرض للتنمّر أو العنف من زملائي بقصد أو دون قصد، أو أنني قد أخطئ عليهم بسبب سلوكياتي العفوية.
كلي يقين أن الجميع يعلم أن أساس نجاح دمج ذوي اضطراب التوحد في الفصل هو احتواؤهم من قبل الجميع وتقبلهم لهم، نتمنى أن يكون برفقتنا معلم متفهم لاحتياجاتنا، ملازم لنا كمعلم الظل مثلا، إما لدعمي تربوياً أو سلوكياً، فبعضنا قد يكون لديه أعراض أخرى مصاحبة للتوحد تحتاج منكم للتدخل السلوكي ووضع الخطط العلاجية لنا حتى نتجاوزها، او قد يكون هناك حالة صحية خاصة مصاحبة للتوحد، كالصرع أو داء السكري، فحاجتنا لوجود مرافق أو ممرّض صحي يتابع حالاتنا، إذ كيف لي يا معلمي أن أتعامل مع مرضي وأنا لا أدركه.
صحيح أنني قد أبدو لكم شخصاً مزعجاً، أو إنساناً يصعب التعامل معه، ولكننا خُلقنا هكذا، إننا نشعر بحبكم وعطفكم واهتمامكم نحونا، امنحونا الثقة الكافية، اكتشفوا مواهبنا وإبداعاتنا.
لذا أرجو منكم الانتباه لخصوصياتنا وحاجاتنا وشكراً على منحي بعضا من وقتكم الثمين لقراءة رسالتي.

د. أروى علي أخضر
دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية