ماهو مُلاحظ في السنوات الماضية أن قضايا القتل تزداد في المنطقة، ففي كل فترة نسمع و نقرأ الكثير من الأخبار عن وجود جثث لشباب في مُقتبل العُمر، والأدهى من ذلك أن التبرير يكون إما ساعة غضب الجاني، أو بسبب خلاف قديم و العديد من الأسباب التي لاتستدعي القتل أبداً.
أحد أهم أسباب ظاهرة القتل العبثي هو اِفتقارنا إلى ثقافة تقُبل الآخر المُختلف، الاختلاف باقي ويتسع وهو حقيقة كونية لم يستطع تغيرها أحد على مر العصور ولكن إلى أي حدٍ يتحول الاختلاف إلى خلاف؟
ماهي أقصى الأضرار الناتجة عن هذا الخلاف؟
ونلاحظ أيضًا أن حملات العفو عن الجُناة تزداد ومبالغ الدية تزداد كذلك، وهذا يقود المجتمع لمشاكل أكثر، "فمن أمن العقوبة أساء الأدب".
فإذا تمت إقامة حملات العفو عن الجانِي وتجميع الدية بمبالغ خياليّة تتجاوز الملايين و نجحت هذه الحملات فمن يردع الآخرين في اِرتكاب جرائم القتل؟ ومن يُحاسِب و يُقلص هذه العملية العبثية لإزهاق الأرواح؟
وإن تطرقنا لفضيلة العفو الذي يأتي عند مقدِرة الإنسان على تخطي ألم الفقد في هذه الظاهرة فما نرى في الواقع ليس عفواً، أين العفو في قبض ثمن إراقة الدماء بالمال و بالأرقام المرتفعة للملايين؟
العفو يكون لوجه الخالق عز وجل وليس متاجرة بالدماء ثم يُقال بأنه تم العفو عن فُلان!
قد تكون هناك بعض الحلول التي تساهم في تلاشي هذه الظاهرة منها تحديد سقف مالي معقول للدية ونشر الوعي الكافي بطرق متعددة كوسائل الإعلام المختلفة، يجب أن يعي المجتمع بحرمة قتل النفس بغير حق وتقبُل حقيقة الاختلاف والتعايش معها.
التعليقات 1
1 pings
محسن شايع آل ادريس
16/01/2018 في 12:21 ص[3] رابط التعليق
شكرًا للكاتبة وداد وأكثر الله من أمثالها والإقتراح رائع
جداً والمقال رائع ونسأل الله العفو والعافية .
ياليت قومي يعلمون
(0)
(0)