كل شيء من حولنا تغير تقريباً نظام الدولة الذي تدير بموجبه ملايين المواطنين والمقيمين تغير عشرات المرات، مجلس الشورى وهيئة الخبراء بالديوان الملكي يصدرون المئات من التعديلات والتحسينات على الأنظمة والقوانين سنوياً.
ألم تتغير الكثير من المفاهيم في حياتنا اليومية، وتعاملاتنا الاجتماعية، ووضعنا الاسري؟
أليس من الواجب على كل الذين يتمسكون ويتشدقون بحبهم للشرائع القبيلة أن يعيدوا النظر في بعض من جزئياتها على الأقل؟
شرائع وأحكام قبلية سنت وشرعت قبل مئات السنين، وكانت في وقتها كفيلة بسد فراغ غياب السلطة، وكبح جماح الخارجين عن السلم القبلي، فلماذا بقيت كما هي؟
حتى بعض الأمور الدينية ومن مبدأ القياس أجيزت شرعاً، إلا هذه العادات والأحكام والشرائع القبلية التي بقيت بدون تحديث أو تحوير أو تقليم أو كما تشاؤون أن تسمى.
ظهرت الهواتف ثم الجوالات والآن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي ومع ذلك لم يحدثوا إلا ما يروق ويطيب لهم، لقد سمح مفتو الديار القبلية بجواز الجيرة والقرعية بواسطة الجوال شريطة موافقة الطرفين!!
يا له من إنجاز مهول، وغير مسبوق، وإن كان هذا التحديث لم يعترف به البعض مبررين ذلك بأنهم لابد وأن يشاهدوا الشرر يتطاير من أعين "المجورين".
الآن ومع تعنت الكثير وتشبثهم بهذه الأعراف وعدم تحكيم العقل والدين، وقد استجدت أمور كثيرة، ولا بد شئنا أم أبينا أن نواجه الواقع، فكيف سيصبح وضع هذه الشرائع القبيلة؟
- إذا قامت سعدى بضرب سعيد، فكيف ستكون الجيرة؟
- شايع قرع شويع بالواتس، لكن ولد عم شويع زئر وثار وجلى العار، فمن لها بحُكم مبتكر يطفئ النار؟
- أصبحت النساء يقدن سيارتهن بكل حرية، ومعظمهن موظفات يستلمن من الخيرات في آخر كل شهر، فكيف الطريقة لإدخالهن في "صندوق القبيلة" فهن أكثر حوادث وإصابات بعد أن كشرن عن أنيابهن!! ولابد أن يقفن مع الرجال في دعم الصناديق وتحمل الديات.
- نريد إجابات مقنعة لطلابنا المبتعثين في أمريكا وبريطانيا والصين، هل تشملهم هذه الأحكام العرفية؟ هل يجوز للطالب المبتعث من القبيلة "س" أن يأخذ الثأر لقبيلته من زميله طالب القبيلة "ص"؟
- هل تجوز جيرة لابس البنطلون؟ أم لابد أن يعصب راسه ويتمنطق بخنجره.
- إذا ضرب عامل البقالة نائب القبيلة، فهل يحق للعامل أن يرد الشأن في عامل المغسلة؟
استفسارات بعضها منطقي وأخرى من باب الاستهجان، ولكننا الآن في القرن الواحد والعشرون، ولا زلنا بين "قارع" "ومقروع" ولا زلنا في كم مدة الجيرة؟ ومن أول من سن الجيرة؟ لم نتقيد حرفياً بشريعتنا السمحة، فنسلم في دنيانا وآخرتنا، ولا نحن بالذين تأثرنا بإنسانية وحضارة من حولنا.
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
علي ال قطيش
17/04/2020 في 12:01 ص[3] رابط التعليق
ابدعت وكلام جميل وفي محله واستفسارات تحتاج الى اجابة المتمكنين من حل القضايا اعجبني عيونه تتطاير شرر وتمنيت انك استبدلت الاسماء ب س و ص وعين لكي لايزعلون اصحاب الاسماء بداعي انك تقصدهم وبعدين نرجع للجيره والقارع والمقروع على العموم اشكرك من القلب
سفر بن سيف آل عادي
17/04/2020 في 8:36 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
…………. الجواب ………
الامر لله سبحانه ثم لولاة الامر أعزهم الله وسدد خطاهم
اذا ارادو منع الجيرة تم ذلك بين ليلة وضحاها
رفعت الاقلام وجفت الصحف ……. شكرا ابا ياسر للمرة الثالثة
عبدالرحمن فايز حسين ال عادي
17/04/2020 في 9:13 ص[3] رابط التعليق
شكرا للاستاذ حسين على الكلمات الرائعة والكلام المنطق والمؤثر على اهل العقول السليمة
ولاكن لا حياة لمن تنادي
اسال الله ان يعيننا على انفسنا بتطبيق الاحكام الشرعي والمنج الصحيح والسلام
جلعود بن دخيّل
17/04/2020 في 11:50 ص[3] رابط التعليق
اضم صوتي لصوت الكاتب القدير …
الخارج من أعراف القبيلة المنافية للأنظمة والشريعة
17/04/2020 في 1:18 م[3] رابط التعليق
الأجيال التي ورثت هذا الإرث وتمارس طقوسه في الوقت الحاضر خارجة عن نطاق العقل والمنطق والدين وتحتاج إلى إدراجهم على قوائم الإرهاب لأن من يتطاول على أنظمة الدولة وأحكام الشريعة ويحتكم إلى الطواغيت الذين يحكمون بما لم ينزل الله يجب أن يصنف على لائحة الأرهاب وعلى عقلاء المجتمع ( القبلي المعنيين بهذا الأمر ، وعلى النواب ومشايخ القبائل التصدي لمثل هذه الأمور ومن لا يمتثل منهم يستبدل بمن هو أصلح منه وعلى جهات الاختصاص في الجهات الأمنية والمحاكم وإمارات المناطق توجيه المجتمعات وتطبيق أشد العقوبات حيال من يخالف أنظمة الدولة حتى لاتورث الأجيال الصاعدة هذا الوباء الاجتماعي الذي بدأ يتجاوز محيطه إلى كثير من المناطق المجاورة خصوصًا أنه يحقق مكاسب مادية ملتوية للعاملين عليه وهذا ما يجعلهم يتشبثون به .
ناصر الدريس
17/04/2020 في 4:14 م[3] رابط التعليق
مقال قدير وموفق،
والحقيقة أن العتب والاشفاق كانتا سمتين بارزتين في المقال،
فما الداعي ان نبقى على امور يندى لها الجبين ويأسف منها الضمير..
وكذلك الطموح والامل في حياة مجتمعية كريمة كانتا مطلبين ملحين في المقال..
فلنكن مجتمعا واحدا، تسوده الالفة والروح الطيبة كما يجب،
الشكر والدعاء للكاتب،
فقد اعجبني جدا، بواقعيته وبساطته ووضوحه ومطلبه وأمله..
عايض مجهار القنطاش
17/04/2020 في 10:25 م[3] رابط التعليق
اشكرك اخي حسين على هذه الإطلالة حيال السلوم التي لازالت في ثنايا هذا الزمان الذي يسابق الزمن بتطوره حقيقة الامر مهم في عدم انصياع بعض الناس من هذه السلوم والذي اصبح الناس فيه على قدراً من الفهم والاطلاع والاقتناع بان حقوقهم لم احد يجروا ان يخطي في حق اي مواطن ونحن في دولة اعزها الله قوية باانضمتها وقوانينها الصارمة ،نعم هناك مكاتب للمصالحة في المحاكم وكوني عضواً فيها فانها تقوم بتقارب وجهات النظر بين الأطراف بعيدين عن قوانين القبيلة وتم بحمد الله حل كثيراً من القضايا بعيد عن السلوم والعادات الغير مشروعة ومن هنا الفت نظر المتخاصمين بانهم اذا رغيبوا في الصلح فهناك مكاتب فيها مصلحين على قدراً من العلم الشرعي ولديهم دورات في المصالحة قادرين على ان ينصفو الأطراف وفق الوسطية والعدل