إن رأس المـال البشري يعتبر من أهم الموارد الاقتصادية التي ينبغي البحث عنها واستثمارها وهو الأساس لتطور العلم والاقتصاد وهو من أسسَ المهارات الإنتاجية في أنحاء العالم، وتعتبر الكوادر البشرية من أهم الأسهم التي تمتلكها الدول والتي يطلق عليها رأس المال البشري، وهو رأس مال كفيل بتحقيق ثورة في عالم الاقتصاد إذا تم تدعيمه واستثماره بالشكل الصحيح، وهو من صنع الآلآت قديماً واخترع وابتكر ليواصل في التنمية حتى وقتنا الحاضر .

ويعتبر رأس المال البشري من أهم العوامل التي تساعد في تطوير وتنمية الاقتصاد العالمي وخصوصا في ظل التطورات التقنية والتكنولوجية التي يمر بها عالمنا، ليقودنا نحو تغييرات كبيرة في جميع الأنظمة، وأهم عنصر في نجاح المنظمات الاقتصادية لذا فأن الاستثمار الفعلي هو الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التدريب والتطوير والدعم واعطائه المساحه الكافيه لكي يحقق النتائج المراد الوصول إليها، ويعتبر أيضا من أهم الموارد الاستراتيجية التي يبنأ عليها الخطط المستقبلية، وعندما نشاهد شركات عالمية كبرى كانت بدايتها من مبدعين أسسوا أنفسهم بالعلم والمعرفة وانطلاق مشروعهم بالعمل الجماعي والتحدي ثم العمل على التطوير لتدخل شركاتهم في الساحه العالمية وتحقق الأرباح والنتائج التي أسسها العنصر البشري، ثم التجديد والابتكار خلال أثناء عمل المشروع يعزز القدرة على مواصلة النجاح، وأن الاهتمام بتدعيم الجوانب النفسية والإنسانية والعقلية والاجتماعية تحقق انعكاسات ونتائج إيجابية وكلما زاد الدخل القومي فأنه يزيد دخل الفرد وكلما زاد العلم لدى الفرد كلما زاد الابتكار والاختراع وينعكس على النظام الاقتصادي.

وفي رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ، بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نلاحظ اهتمام كبير بأحداث تغييرات ونقلة نوعية تتناسب مع التحول الاقتصادي السريع من خلال ركائز رئيسية في الرؤية ومن أهمها اقتصاد مزدهر لتوسيع الدائرة الاقتصادية وجلب الاستثمارات العالمية في أهم القطاعات الحيوية داخل المملكة لتشجيع المستثمرين وتسهيل جميع الوسائل والأنظمة التي تكفل بنجاح المستثمر، ويصنف اقتصاد المملكة ضمن أقوى الاقتصادات بالعالم بأعتبارها عضوا في مجموعة العشرين وتمتلك المملكة أقوى الاحتياطات في النفط والغاز الطبيعي ومن حيث الموارد الطبيعية وعضوا في منظمة أوبك، وأن الاستفادة من المصادر المتاحة لتقوية اقتصادها إلى الأفضل يرتكز على قدرة بشرية هائلة لمقابلة التحولات السريعة ولما لا التحكم بها لمصلحتنا، أن الاستثمار ليس اقتصاديا فقط بل رأس مال بشري تبنى فيه القدرات والامكانيات والتسلح به ليكون داعماً قوياً وشريك أساسي في كل تحول اقتصادي لتحقيق النفع العام والقدرة على منافسة الاقتصادات العالمية من حيث الانتاج والتصدير، لذا أهمية العمل على دعم وتطوير رأس المال البشري لتحقيق أهدافنا المستقبلية .