كيف لنا أن نعيشَ برَباطةِ جأشٍ؟
سؤالٌ يتكررُ في الأذهان: كيف لنا أن نعيش بقوةٍ ورأيٍ سديدٍ.. بعيدًا عن المخاوف؟! تلك التي تعيش في أعماقنا من اللاشيء، والسبب أنها زُرِعت منذُ الصِّغَر، أو نَمَتْ نتيجةً لموقفٍ حدث في حياتنا في الماضي، فهو لا يزال يزمجر في الذاكرة، وتنطوي الأيام والعقل لا يزال في زنزانةٍ مقفلةٍ من الخوف.. والتوتر.. والضياع.. والتردد في اتخاذ القرار المُناسب، في جميع أمور الحياة التي تتطلب رأيًا سديدًا وعزيمةً صادقةً وإرادةً صارمةً تنفي معها كُلَّ أسباب التوتر والقلق!
العدو الأكبر للإنسان هو (الخوف)، بل هو السبب الرئيس في زرع بذرة التشاؤم التي سوف تكبر وتنمو وتُظلّلُ الرؤوسَ بأشجارٍ مسمومةٍ تمرُّ بها كُلَّ ثانية ودقيقة، وحين تُطعم ثمارًا فهي من علقم يُدمّرُ الصحة ونفقد معه نعمة تذوق الطعام الشهي الصحي، بينما من يُجرب الفشل ويواجهه بقوة نفسية سيكون لديه ردةُّ فعل هي المطلب للذات البشرية، بحيث يتصدى لذلك الخوف ويدمره من حياته.
فالمخاوف مشتركة بين الجميع، مثل الخوف من التحدث أمام حشد كبير من الناس والأمراض والموت والمستقبل، وهذا هو الوتر الحساس الذي قد يدمر شعوبًا؛ لأن الفرد لَبِنَةٌ من لَبِنَاتِ المجتمع الذي لابد أن يكون مبنيًّا على أُسسٍ سليمة ومتينة وثابتة، وراسخة بجذور ممتدة حيث القوة والشموخ، وهناك أيضًا مخاوف الأطفال من الظلام والوحوش، وحتىّ طبيب الأسنان، وقد يكون هذا الخوف خوفًا من أشياءَ تافهةٍ، والسببُ تنشئةُ الحرص في نفس الطفل، ولكن بفكرةٍ خاطئةٍ كانت خاضعة لظروف معينة في زمن مُعين ومكان مُعين أيضاً؛ لذا فللقضاء على المخاوف إليكم بعض النقاط للفائدة:
1- المواجهة.
2- التعلم من الأخطاء؛ قال الرسول صل الله علية وسلم: "لا يُلدَغ المؤمن من جُحرٍ مرتين".
3- تنقيح الأفكار السلبية وتمحيصها والخروج منها بفكر سليم خاضع للمعطيات الإيجابية والإيحاءات ذات النمط الهادف لتحقيق هدف مُعين.
4- التركيز على تقنية العقول بوهجها الجديد والقوة القادمة من المستقبل المُشرق وإزالة المعوّقات السلبية.
5- التقرب للأشخاص الأقوياء الإيجابيين والابتعاد عن المُتشائمين والسلبيين.
6- التصالح مع العقل الباطن الذي يَبُثُّ أحيانًا مخاوف تأتي على شكل كوابيس وأحلام مُفزعة وقلق وتوتر وخوف من شيء لا نعلم ما هو! بنشر الطمأنينة في الذات والعقل والقلب، بذكر الله، قراءة القرآن الكريم، وأداء الصلوات المفروضة، النوافل، وقيام الليل.
7- احتضان الأطفال، ونشر الطمأنينة في نفوسهم، بالتعزيز والتحفيز والإقدام على أي خطوة بشجاعة وابتسامة تدعو للأمل.
8- حسن الظن بالله والتوكل عليه.
9- النظر إلى الضوء القادم، ولو كان من مَنْفَذٍ صغير، فالأشياء الصغيرة التي تتكون في التصورات الإنسانية والدوافع الفكرية هي بمثابة يد حانية تبث الطمأنينة والسعادة بالغد القادم والحياة بقلب نابض بالفرح متحصن بسياج الشعور والإحساس بالقوة ضد المخاوف والصراعات مع مواقف وظروف الحياة.
بقلم: هيفاء الربيّع
القلب الأقوى
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6511967.htm