بالعقل والحكمة تنهض الأُمم.. وتُنشَأُ شاهقات البناء.. وناطحات السُحب.. وتُحلق الطائرات، وإن كانت بلا طيار!
ماذا قدمنا نحن؟! بماذا خدمنا العمر الذي مضى؟!
ماذا سوف نُقدم للزمن القادم نحو الأمام للصعود والنماء؟!
لماذا نُصبح في إطار واحد فقط بلا حِراك وكأننا صورة قد رُسمت لعمر توقفت عنده آلاف القصص التي ظلت حبيسة سنوات لا تتوافق مع مُعطيات العمر الحالي بهذا الزمن المُنصرم والتقدم السريع على كافة الأصعدة؟!
لماذا نؤطر العمر عند رقم مُعين ولا نُريد التحرر منه؟َ
الزمن ينقضي الآن بسرعة البرق، والكل سينالهُ الموت في يوم محدد وعمر مُحدد، ولن يُكتب على القبر كم عشت من الزمن.
لذلك من العقل الصمتُ عند الشدائد.. الصمت عند مواجهة العقول التي لا تسمع إلا صوتها فقط.. الصمت أمام تحول رقمي سريع جدًّا بالأيام والأشخاص والسنين، وخطوط التجاعيد التي سوف تُرسم حقيقة وليس وهمًا، عندما تكون الهموم قابعة بلا حراك على مناشط الجوارح وأنفاس القلب وتحرر العقل.
كم من المواهب دفنت! وكم من الكلمات رحلت!
وكم من الأيام خسرنا فيها طاقة عطاء وفرحًا مُنتظرًا بسبب ظرف لم يكن بالحسبان أو أشخاص كانوا سببًا في تنغيص حياتنا!
هل نجعلهم يبتسمون لهزيمتنا وتحطيم قُدراتنا وحبس أنفاس الفرح بداخلنا،
أم نجعلهم يتناولون كل ما بداخلنا من سعادة وأمان ليلتهمونها بنهم ويمتصون دماء الحياة التي تتأجج بداخل الأوردة والشرايين النابضة
لنتوقف عن الحياة بسببهم ونخسر كلّ ما نحمله ونعتز به من أجل أننا خسرنا المعركة أمامهم، وذلك لأنهم يمتلكون لسانًا كالسيف وأخلاقًا مُعادية لنا تحمل حقدًا وحسدًا وغيرة!
لا، فنحن أقدر.. وأقوى.. وأنفس مما نتصور!
نحن كالذهب الذي لا يصدأ والعقل الذي لا تهزه النفوس المُعادية!
نؤطّر صمتًا لتستقيم عقولهم المنحازة لنفس أنانية ذات جلمود القسوة والتحطيم.
نؤطر حديثًا لن يُفيد من أُناس تصحرت قلوبهم وهرئت مشاعرهم وتناثرت بداخلها رمال الشعور الغابر الذي لا يُحرك إلا الصحاري الصامتة والدروب الخالية.
كم نملك من فكر سديد يُنعش القلب والروح!
وكم نجد من قلوب حولنا ذات بهجة الخاطر ومشاعر ندية لا تُدنسها الخطوات العابثة!
وكم نجد في الحياة مُتسعًا.. عن اليمين والشمال من الأمام.. طريقًا ممهدًا.. بلا انعطافات أو متاهات.
لماذا إذًا نُشغل العقل بصغائر الأمور ولا نرفع هامة القوة والشجاعة لنُبصر ما هو أمامنا من روعة الدروب المُزهرة من سُقيا القلوب الطيبة، إذًا لنطوي صفحات كانت بذكريات سيئة، ولنفتح الآن وبهذه اللحظة صفحة عمر قادم نحو النهوض والفرح.
بقلم: هيفاء الربيّع
عاقل يتأطّرُ صمتًا..
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6529184.htm