ذكر لي أحد الأصدقاء أنه و زملاءه و خلال دورة تدريبية يقدمها أحد المدربين الغربين لشرح برنامج عمل تقني وحيث مضى اليوم الأول و كانت المسألة عادية و في اليوم الثاني إستأذن أحد المتدربين و طلب أن يشرح للمدرب النظام المستخدم حاليا عندهم في الشركة و أنهم يعتقدون بأن له مميزات أفضل من الذي يدرسونه حاليا ووافق المدرب و شرح المتدرب و التدربين معه بإسهاب مميزات نظامهم و كان المدرب ينظر بدهشة و إستغراب و تركيز وأخذ الملاحظات و قال للمتدربين أنه سوف يراجع النظام أو System الذي ذكروه و ان الدرس توقف لليوم و غدا سيكون الرد.
ومن الغد شكر المدرب الغربي المتدرب والمتدربين وأعتذر عن إكمال المادة وألغى الدورة وقال أن نظامهم الحالي الذين يعملون عليه والذي وفرته الشركة لهم أفضل بكثير و متطور من النظام الذي يدرسه و أن واجبه المهني يحتم يوقف الدورة.
وهنا لنا وقفة ففي أحيان كثيرة نبخس و نسترخص بل ننسى أو نتناسى أمور ومعارف و مهارات و نعم من الله بها علينا و هي كثيرة حيث يقول تعالى:( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) وننظر للآخرين أو حتى المجتمعات الآخرى بعين الإعجاب و الإنبهار أحيانا بما لديهم و نحن نملك الأفضل و يكون حالنا و نظرتنا إلى أنفسنا كقول الإمام الشافعي:
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
العالم يتغير و مجتمعات و دول تتقدم و أخرى تتخلف و ما نراه اليوم و نعيشه هو تقدم علينا الأخذ بأسبابه وذلك برغم يروجه السلبين و يستمرئه الكسالى و بعض الإعلام من للسلبية وللعلم لا يخلو منهم زمان أو مجتمع وفي التاريخ لعبرة فنضع الأهداف و نقيس و نقيم تقدمنا إليها ونتذكر ونعدد إنجازاتنا و لا نلتفت للسلبين و المحبطين بل نجعلهم بذكاء حافز للتقدم قال ﷺ : "أمتي كالمطر، لا يدرى، الخير في أوله أم في آخره".
بقلم: فرحان حسن الشمري
تملك الأفضل
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6538055.htm