لتحريك الساكن من خلايا العقل؛ عوّد نفسك على طرح الأسئلة بأنواعها عقلانية، أو مجنونة، هنا تُحدث في داخلك ثورة عارمة كالتغذية الراجعة لك في أسلوب حياتك وتعاطيك المنطقي أو خلافه مع كل الأحداث والمواقف..
وقد قيل؛ أن الأسئلة هي بوابة التعلم لكن ليس كل سؤال سؤال، وليس كل سؤال يجب أن يُطرح!
هناك أسئلة تستوقفك .. تدهشك .. تثبر غضبك .. وهناك أسئلة تود أنك أنت من طرحها، وأخرى تتمنى أنك لم تسمعها!
أصعب الأسئلة ما يحرّض عقلك على التفكير والتحليل والاستنباط..
هناك من يعشق الأسئلة ويحب أن يغوص في تفاصيلها بحثا عن الثغرات، وهؤلاء يتميزون بالدقة والحذر حتى في اختيار مفرداتهم..
أما أجملها تلك التي تصنع من إجاباتك عبارات يُستشهد بها، وتأتي ممشوقة سيّالة بالجمال من فيض محبة يشعر معها المتلقي أنه الأقرب لقلبك ووجدانك..
هناك أسئلة جريئة قد تودي بصاحبها المهالك حينما يتجرأ على طرح أسئلة لايحق له أن يطرحها..
وهناك فيض أسئلة متسارعة ومرتبكة منها مايكون حال الخوف، أو الهلع، أو الحزن، في محاولة لعدم التصديق أو الهروب من الواقع..
وهناك أسئلة ضبابية غير واضحة المعالم! تحتار في كيفية الإجابة عليها إذ يكتنف صاحبها الغموض في أهدافه وتوجهاته..
وأما الأسئلة البغيضة فتلك التي تتلصّص على خصوصيتك بكل بجاحة، وليس بالضرورة أن تطرح عليك مباشرة! بل من الممكن أن تطرح على طفلك، أو خادمتك، أو على خجول مُستدرج يتلعثم في اجاباته التي تسرق منه تحت وطأة البجاحة من السائل اللحوح .
أما اقذر الأسئلة تلك التي يعرف السائل إجابتها، ويتعمد أن يطرحها على غيره، ويتغابى فيها غير مُدرك أن أوراقه مكشوفة للآخرين! وتأتي إجاباتهم فقط لإسكاته ومنع استرساله في الغباء وهم يعلمون أن الاجابة لا تعني السائل بقدر ما يسعى لنقلها لآخر متربص بالمجيب للإيقاع به والنيل منه .
التنوع عجيب في مختلف الأسئلة وأهدافها، والأعجب أن ينبري أحدهم للإجابة عن كل الأسئلة المطروحة! سواء كانت تعنيه أو لا تعنيه! وهذا من الجهل وليس من سعة العلم والاطلاع فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ..
وقبل الختام نقول؛ حين تهُم بطرح السؤال اختره بعناية، ودقق في توقيته، وفكر في أثره، وحدّد متلقيه لتخرج بإجابة مُرضية تقنعك وتمنع شتاتك.
بقلم: جواهر الخثلان
أسرار الأسئلة
(0)(2)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6593378.htm