بات العالم اليوم يترقّب زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمملكة العربية السعودية ولحضور القمة المرتقبة في الشهر القادم.
إنًّ الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات استراتيجية وتاريخية، وهي العلاقة الثابتة والراسخة القائمة على احترام مصالح البلدين المشتركة.
لاحظنا مؤخراً إحداث هوة وفجوة في جزء كبير من العلاقات بين الولايات المتحدة ومعظم دول العالم بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص.
إنَّ هذه الزيارة المرتقبة تحمل التوجه الأميركي الحالي تجاه المنطقة، والمملكة بشكل خاص من خلال مجموعة من الدلالات أولها: أنَّه بات راسخاً للدول العظمى والقوى الإقليمية أنَّ الرياض هي محور الشرق الأوسط الذي يستطيع التأثير على مفاصل القرار في المنطقة والشريك الذي يعتمد عليه من خلال الشراكات المتوازنة؛ ولذا فإن فتح وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الشرق الأوسط لا يكون إلا من خلال بوابة الرياض.
المملكة من خلال دعوتها لزعماء المنطقة من خلال المشاركة في هذه القمة توضح وتعزز أهمية الشرق الأوسط وحدوث التحولات القطبية المؤثرة، وهو ما أعطاها دورها المحوري المؤثر في قيادة المنطقة.
ومن أهمِّ الدلالات كذلك إن لم يكن من أكثرها أهمية على كافة المستويات والأصعدة الدور الإيراني والسلوك الإرهابي التي تقوم به من سياسات غير متزنة في المنطقة العربية بدءاً من دعمها مليشيات الحوثي المجرمة في اليمن وتدخلها في بعض الدول العربية وصولاً إلى سوريا والعراق وما تحاول أن تقوم به من ضرب خاصرة الأردن الشقيق.
هذه الزيارة تحمل دلالات تتعلق بالرغبة بإنعاش عملية السلام وخصوصاً أنَّ المملكة العربية السعودية أثبتت على مدى الأعوام الطويلة سياستها الثابتة بما يتعلق بالسلام في المنطقة وحل القضية الفلسطينية على أساس الاعتراف بالحقوق الفلسطينية كاملة وغير منقوصة.
ومن الملفات الهامة التي سيتم تناولها الوضع الاقتصادي والعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وبعض الملفات الأخرى والتي من أهمها التغير المناخي، والتنبه إلى ضرورة الشراكة مع دول ذات وزن إقليمي للحد من آثار التغير المناخي كالشراكة في هذا الشأن مع المملكة التي تلعب دوراً ريادياً في هذا الشأن من خلال المبادرات التي أطلقها سمو ولي العهد مثل مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
العالم ينظر إلى هذه الزيارة وما سوف يتمخض عنها من قرارات هامة في سبيل الاستقرار والأمن في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام.
د. محمد مسعود القحطاني
كاتب وباحث ومحلل سياسي