الحياة بأيامها ولياليها لا تخلو من مظاهر الحزن او الفرح هكذا جبلت الأيام منذ الأزل فلا فرح دائم ولا حزن مقيم ، والحياة بتفاصيلها اليومية نتيجة تجارب الناس وتفاعلهم فيما بينهم ، وحين تصادفنا الابتلاءات المؤلمة أو السويعات السعيدة نتلفت بحثا عن من يشاركنا لحظاتنا للمواساة أو للتحليق في فضاء الفرح
فالوحدة قاتلة والألم يعتصرك والوحدة قاتلة وانت تعيش السعادة وحدك بلا أنيس .
نحن كأفراد نهب للمشاركة الوجدانية ليس فقط في حال الحزن بل ان المشاركة الوجدانية اوسع من ان نختزلها في الحزن فهي تشمل كل الانفعالات بما فيها الفرح ، والعجيب في الأمر حين تواسي أحدا ما في وجع نفسي ألمّ به إثر مشكلة سواء نفسية او عملية او حتى اجتماعية يرد عليك ( لأنك ما عشت التجربة)
هل يجب علي أن أعيش التجربة لأعيش إحساسك؟ أنا أتألم لألمك أحزن لحزنك فلا تجردني من إحساسي بك ، يدفعني قلبي نحوك فلا تردني وخطيئتي أني لم أجرب !!
كما وأن الفرح بمنجز أو تحقيق أمنية تستحق منك أن تشارك الآخرين تفاصيلها حتى وإن لم ( تعيش التجربة ) هي مشاعرك لا تدعهم يمارسون عليك دور السجان ومصادرة حريتك في التعبير فآدميتك على المحك لا سيما وان من بيننا من يعاتب لعدم حزنك عليهم او فرحك لهم
لست مضطرا أن تطرح على نفسك السؤال كيف يجب ان اكون؟ التلقائية في التعبير والمشاركة الوجدانية بتفاصيلها حق مشروع لك وحدك وإن لم تعيش أيا من التجارب الوجدانية
( لأنك ما عشت التجربة ) عبارة تنتقص من إحساسك المرهف وتغتال فيك براءة العفوية
لست مطالبا أن تبحث عن التجارب المماثلة لتثبت لهم صدق إحساسك بهم يكفيك شرف رقي مشاعرك ولطفك ،
( لأنك ما عشت التجربة ) حائط تنتحر عليه النخوة والمروءة لمن كان يحمل في قلبه ندبة على المحزون ويتجاهل وجعه ويبادر للمشاركة في الفرح والحزن
( لأنك ما عشت التجربة ) عبارة لا ترتقي لذائقة المرهفين جدا فهي عبارة تصادمية مع الإنسانية في أجمل وانقى صورها
مارسوا طقوسكم الانفعالية دون قيد او شرط وبرهنوا أن الإنسانية تحضر دون تجارب سابقة.
عبروا لأحبتكم وكونوا لهم المستراح حتى وإن تسللت إلى مسامعكم (ماعشت التجربة).
جواهر الخثلان

ما عشت التجربة


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6613550.htm